“الشعور بالزمن مقامٌ ليس كل الناس يدركه فالتبلد الوجداني والجفاف الروحي يحرم القلب مشاهده حركه الزمن الساريه ف الاشياء وعقاربه الهاربه من المشارق للمغارب صباح مساء”
“ويحك هذه اشياؤك التي تعبدها تلاحقك كل مساء فتتحطم فوق رأسك ثم تبيت ليلتك تئن تحت ركامهاوتستيقظ صباح كل يوم لتدور كالآله ف دوامه رتيبه ترشقك مسامير ذلك الضجيج نفسه وتخنقك رائحه تلك الملفات نفسها وتلهب وجهك لفحات الحرائق ذاتها وتطول امالك وتتسع اطماعك وتمتد عيناك الي مختلف الاشكال والالوان ولا تخرج عن نطاق اشيائك التي لا تعدو ان تكون ف نهايه المطاف مجرد حفنه من تراب”
“الفاتحه هي نفسها ف كل ركعه لكنها تفتح عليك ف كل تلاوه جديده اقواساً من المعرفه وتذيقك مواجيد من المحبه غير ما فتحت عليك واذاقتك ف الركعه السابقه واما السور والايات فعجائبها لا تنقضي وكنوزها ابداً لا تنتهي فالكؤوس غير الكؤوس والاذواق غير الاذواق وما زلت ف موكب العابدين ترقي وترقي حتي تبلغ مقام التشهد”
“فلتكن القبله اذن قنديلاً اخر ف طريق التعبد يجمع المصلين ف العالم اجمع علي قلب واحد ينبض بتوحيد الله ذي الجلال ويبعث من مكه المكرمه انواراً تتلقاها افئده العابدين ف كل مكان ان هلموا إلي ههنا فهذا بيت الله الذي هو اول بيت وضع للناس فتحج الارواح من محاريبها خمس مرات ف اليوم”
“فتح الله كان اذا تكلم عن حقائق العلم والمعرفه بهر القلوب بحديثه الشيق وبيانه الندي لم يكن كلاما عاديا كسائر المحدثين بل كان يتكلم كمن يصف ما يشاهد لا كمن يستذكر ما استوعب فيصبح الناس كلهم اذانا صاغيه تتلقي حقائق السماء وكأنها تواردت علي الارض تواً فتتجنح القلوب بأشجانها واشواقها خوفا ورجاء وتتطهر الارواح بدموعها مما يجعل حلقه المجلس ترتفع بمواجيدها الحري الي اعلي شيئاً فشيئا حتي يشارك الجميع ف مشاهده النور ويشربون من كوثر المعرفه بالله حقائق الايمان المغروفه من بحر اليقين”
“فتح الله فارسٌ ليس تلين عريكته ولا تضعف شكيمته ولصوته ف الكر اشد من فرقعه الرعد يقاتل ف النهار حتي تذوب الشمس ف دماء البحر فإذا خلا لأشجان الليل بكي مكين الوثبه كالأسد حاد الرؤيه كالصقر رهيب الصمت كالبحر إذا سكت خطب واذا نطق التهب وانه ليشف كالزجاج اذا هو كتب”
“ ولو انما ف الارض من شجره اقلام والبحر يمدهُ من بعده سبعه ابحُرٍ ما نفدت كلمات الله إن الله عزيزٌ حكيم"فتمل جمال النور العظيم ! إذ يرسم الحرف القرآني ف النفس شعاعاً لا يصطدم بساحل فتري ان العمر كل العمر لا يكفيك ولا لتذوق كأس واحده من بحر عطاء الله الكريم”