“وهنا فى قلب مدينتنا ..يتعلم كل غلام ..ما معنى صمت الأفواه .. الأقلام ..مامعنى أى كلام يخلو من أى كلام ..مامعنى أن تخرس فى القلب «لماذا ؟» ..أو «كيف ؟» و «أين ؟» و «لم لا ؟» ..وجميع علامات الاستفهام ..لا تبقى إلا الـ «مش معقول »..أللامعقول ..لاتبقى غير علامات تعجب ..ورويداً يغدو العجب ذهول ..ورويداً تنصب خيمات الصمت على المعقول ..الصمت .. الصمت ..ويحل على الغلمان ظلام الموت ..والواحد بعد الأخر .. يسكت صوت ..بعد الصوت ..”
“أنا لا أجيد القول ، قد أُنْسِيتُ فى المنفى الكلام ،وعرفتُ سرَّ الصمت .. كم ماتت على شفتى فى المنفى الحروف !الصمت ليس هنيهةً قبل الكلام ،الصمت ليس هنيهة بين الكلام ،الصمت ليس هنيهة بعد الكلام ،الصمت حرف لايُخَط ولا يقال ..الصمت يعنى الصمت .. هل يغنى الجحيم سوى الجحيم ؟ !”
“و طالما أن جميع القائمين على الشغل فى بلادنا يمدون الأيدى حتى و إن لم يخرجوها من جيوبهم فإن ما تسمونه القانون و الضمير و العدل مجرد كلام فى كلام يا بوى”
“الصمت قاتل ، لا يعجب احدا ، دليل على الموت ،صوت الحرب يدل على الحياة ، الصمت الذي يعقبها دليل على موت المتحاربين.”
“إن الصمت لا يكون بلا صوت و إلا لما كان و لما صار بالوسع أن يحس على هذه الصورة الفريدة، المفعمة بالغربة و الوحشة و المجهول .”
“فُتِحَ الستارُ على البداية ،ضُمَّ الستار على النهاية ،لم يبق غير الصمت من بعد الرواية ،ما أشبه المسرح خلوا بالضريح !!”