“إن هذا الأديب الشاب - أحمد صبري غباشي - يلعب بعدة أوراق رابحة لا شك فيها: الورقة الأولى هي حبه الشديد للأدب والكلمة المكتوبة. هذا الحب أوشك أن يصير هاجسًا وقد أقلقني عليه في فترة من الفترات. تأمل عنوان المجموعة (نادمًا خرج القط).. هذه التركيبة اللغوية التي تضع الحال في بداية الكلام، مع الغموض المتعمد في المعنى. إنها تحمل تلك الرائحة التي لا توصف ولا يمكن التعبير عنها بكلمات والتي تجعل الأدب يختلف عن كلام الصحف والمحاورات اليومية. الورقة الثانية هي سنه الصغيرة جدًا والتي تثير ذهول كل من يقرأ عملاً من أعماله. إن في انتظاره رصيدًا هائلاً من الأعوام والخبرات والوجوه التي سيقابلها.. سوف يصطدم بكثيرين ويحب كثيرين، ويسافر لأماكن لم نرها ويقرأ كتبًا لم نسمع عنها. هذا يعني أن الحكم عليه لم يكتمل بعد. الورقة الثالثة هي كمية هائلة من الأدينوسين ثلاثي الفوسفات في خلاياه .. أي أنه يملك الكثير من الحماس والاندفاع والطاقة وهي طاقة قادرة على تحريك الجبال لو خرجت كاملة. يبدو أنني أردد مقاطع كاملة من قصيدة (حسد) للشاعر السوفييتي العظيم (إيفتوشنكو)، لكني أحاول أن أضعك في الصورة لا أكثر.”

أحمد خالد توفيق

Explore This Quote Further

Quote by أحمد خالد توفيق: “إن هذا الأديب الشاب - أحمد صبري غباشي - يلعب بعد… - Image 1

Similar quotes

“إنها سياسة ناجحة دائماً في المظاهرات .. إن خرجت المظاهرات ضدك فأرسلي من يندس فيها ويحرق شيئاً هنا وهناك .. بعد هذا لن يلومك أحد إن ذبحت كل المتظاهرين .. لم لا ؟ هذا من حقك .. أليسوا مجموعة من المخربين ؟”


“لكني مع أحمد صبري وجدت نفسي أنهي قراءة المجموعة القصصية بسرعة البرق ثم أعيد قراءتها مرتين. إخراج القصص وعناوينها احترافي للغاية حتى أنه بوسعك أن تنسى كاتبها وتشعر بأنك تقرأ مجموعة قصصية لأديب راسخ من الستينات. كل قصة تحوي مغامرة تجريبية ما حتى تشعر بأنه ينهي القصة وقد خارت قواه تمامًا. من السهل والممتع على المرء أن يكون قاسيًا وأن يتصيد الأخطاء على غرار (لماذا نادمًا خرج القط ، وليس خرج القط نادمًا ؟.. إن هذا تحذلق .. الخ).. لكن من الصعب أن تتجرد وأن تنظر لهذه المجموعة كما هي فعلاً: مجموعة من القصص الممتعة المهمومة بالبشر ولا يكف صاحبها عن التجريب.”


“في هذه المجموعة - نادماً خرج القط - يلعب أحمد صبري على السلم الموسيقي من أوله إلى آخره .. هناك خواطر منتحر في (وداعًا) وهناك مصير الرجل المتحضر في مجتمع غوغائي بطبعه.. ذلك الرجل الذي سوف ينتظر إلى الأبد في قصة (متحضر).. هناك اللعبة العبثية السيزيفية في (مسرح كبير)، وهناك الرعب الميتافيزيقي الذي أثار رجفتي أنا نفسي في (نادمًا خرج القط)، وهناك الجو الأسطوري الملحمي في (زنوبيا)، وهناك القصة القصيرة المدرسية محكمة التكوين مثل (أبيع الملابس). بل إن هناك قصة بدأتها أنا على سبيل المسابقة هي (يوم خاص) وتركتها مفتوحة على سبيل التحدي الصعب الذي لا أعرف أنا نفسي كيف استكمله، لكنه استكملها لتكون قصة جيدة جدًا. عامة سوف نجد أن الحياة تثير حيرة أحمد ورعبه.. أبطاله غرباء متفردون يعانون وحدة قاتلة وسط مجتمع لا يمكن فهمه ولغز كوني مفجع.”


“و كانت هذه هي المزية الفريدة لتجربتنا ....أنا أحب الأماكن التي يوجد لها باب هرب خلفي للطوارئ في اللحظة التي تسوء فيها الأمور تنتهي كل المشاكل في ثانية و تبدأ من جديد ...لطالما تمنيت في كل مآزق حياتي لو كان عندي هذا الباب الخلفي ...ثمة مشكلة واحدة هي أنني لا أعرف على الإطلاق ما هي حياتي الحقيقية ...ما هي مشاكلي الحقيقية ...لا بد من نقظة ارتكاز تقف عليها و تجرب الاحتمالات لكني بدأت فعلاًأفقد نقطة الارتكاز هذه ...كان أرشميدس يقول :هاتولي نقطة ارتكاز خارج الكرة الأرضية و لسوف أخترع روافع تحرك الأرض ...حتى "أرشميدس" لم يجد نقطة ارتكاز ”


“هذه هي فلسفتي .. دائماً أتوقع الأسوأ و في كل مرة يتضح أن توقعاتي كانت أسوأ من الحقيقة ، هذا جعل الحياة بالنسبة لي سلسلة من المفاجآت السارة .. المتفائلون في رأيي هم أكثر الناس إصابةً بخيبة الأمل ، بينما أن أتوقع مثلاً أن يسقط علينا نيزك في هذه اللحظة ، لو لم يحدث هذا لشعرت بأني محظوظ وأن الحياة أجمل مما نظن .... (د/رفعت إسماعيل)”


“أملّ جدا من الكتب اللي تثير أسئلة ولا تجيبها على طريقة ( الذين هبطو من السماء ) .. أنت في النهاية لم تستفد بشيء .. لهذا تلاحظ أن الرعب عندي ثابت ومحدد .. في قوالب ثابتة لا أخرج عنها .. وما غرس فيّ الرعب أفلام (هامر) القديمة التي تخص مصاص الدماء .. الخ .. لأن هامر كان يركز على جو التوجس .. وجو التوجس مهم عندي جداً أكثر من الرعب نفسه .”