“ما قيمة الإنسان الإنسان العربي يوم ينسلخ عن الإسلام، ويستعصي توجيهه، ويمضي وفق هواه؟ كم يساوي محليا ودوليا من الناحيتين المادية والأدبية؟ لقد نظرت إلى العرب في تاريخهم الحديث فوجدت الجواب فاجعاً! وجدت أن ألف أسير عربي تم تبادلهم مع ثلاثة من الإسرائيليين، وكانت الصفقة في نظر اليهود رابحة بل مرضية! لماذا؟ خيل إلي أن الإسلام بالنسبة إلى العرب كتيار الكهرباء بالنسبة إلي المصابيح التي تعتمد عليه وتضيء به وحده، فإذا انقطع التيار أمست زجاجات فارغة لا توقد بزيت ولا يشعلها عود ثاقب!! إن الأجناس الأخرى قد تتحرك بفلسفات شتى، وقد تعلو وتهبط بتيارات أخرى. أما العرب فما يمسك خصائصهم العليا إلا دين، فإذا فقدوه عادوا قبائل متفانية، بل عادوا سقط متاع، أو أصفارا في عالم الأرقام. فلا عجب إذا عودل ثلاثة يهود بألف منهم. ورجعت البصر في الأحداث الكثيرة التي تلدها الليالي المثقلة، فرأيت ما يضحك ويبكي! ألوف من العرب يزحمون السجون فلا يعتبر حبسهم إرهابا، ولا تقييدهم إذلالا، أما أشخاص يعدون على الأصابع من أمة أخرى فإن اعتراض طريقهم، أو تهديد أمهم جريمة كبرى، وأزمة عالمية، ولغط الأندية، وشغل المحافل العالمية..! ما أرخص الإنسان العربي في دنيا الناس، وما أهون دمه وعرضه وما أضيع حقه.. لكنه هو الذي فعل بنفسه ذلك كله، إن المنتحر لا يتهم أحد بقتله، فهو قاتل نفسه. إن الله شرف العرب يوم ابتعث منهم محمدا، واصطفاهم لتبليغ رسالته، فإذا أنكروا هذا النسب ونسوا تلك الرسالة، فما يكون شرفهم بين الناس؟ قالوا: لنا رسالة أخرى، وولاء آخر! ترى ما تلك الرسالة إذا لم تكن الإسلام؟ وما هذا الولاء إذا لم يكن للوحي الأعلى؟ والعجب أن العرب يبتعدون عن القرآن والسنة في الوقت التي يهرع فيه الآخرون إلي مواريثهم يتشبثون بها ويستمدون منها. قرأت عنواناً على مساحة ثلاثة أعمدة في صحيفة كويتية يقول "ريجان يلجأ إلى آيات إنجيلية للدفاع عن النفقات العسكرية" وقرأت لحكام إسرائيل ما هو أدهى وأمر. أما نحن العرب العظماء فلا نقر هذه الرجعية، ولا نحب أن نلجأ إلى نصوص القرآن والسنة لإعزاز أنفسنا، إننا أبناء هانيبال وامرئ القيس، وحسبنا هذا من شرف أو من قرف..!!”

محمد الغزالي

محمد الغزالي - “ما قيمة الإنسان الإنسان العربي يوم ينسلخ...” 1

Similar quotes

“والعجب أن العرب يبتعدون عن القرآن والسنة في الوقت التي يهرع فيه الآخرون إلي مواريثهم يتشبثون بها ويستمدون منها. قرأت عنواناً على مساحة ثلاثة أعمدة في صحيفة كويتية يقول "ريجان يلجأ إلى آيات إنجيلية للدفاع عن النفقات العسكرية" وقرأت لحكام إسرائيل ما هو أدهى وأمر. أما نحن العرب العظماء فلا نقر هذه الرجعية، ولا نحب أن نلجأ إلى نصوص القرآن والسنة لإعزاز أنفسنا، إننا أبناء هانيبال وامرئ القيس، وحسبنا هذا من شرف أو من قرف..!!”

محمد الغزالي
Read more

“ما أرخص الإنسان العربي في دنيا الناس، وما أهون دمه وعرضه وما أضيع حقه.. لكنه هو الذي فعل بنفسه ذلك كله، إن المنتحر لا يتهم أحد بقتله، فهو قاتل نفسه. إن الله شرف العرب يوم ابتعث منهم محمدا، واصطفاهم لتبليغ رسالته، فإذا أنكروا هذا النسب ونسوا تلك الرسالة، فما يكون شرفهم بين الناس؟”

محمد الغزالي
Read more

“إن الأشياء التي تفرق اليهود لا تختلف في تنوعها وكثرتها عن الأشياء التي تفرق العرب,,إلا أن اليهود تعلموا من الحريق النازي الهائل أن بقاءهم على قيد الحياة رهن بقدرتهم على إنشاء تنظيم فعال يتمحور حول إسرائيل,, كل ما أتمناه ألا يحتاج العرب فاجعة مماثلة قبل أن يستوعبوا أنه لا حياة بدون تنظيم.”

د. غازي القصيبي
Read more

“لقد قرّر اليهود إقامة وطن قومي لهم في فلسطين, وتحوّلت أمانيهم الدينية إلى مخططات مدروسة تنفَّذ بدقة وصرامة.فهم باسم التوراة والتلمود جاءوا. وتحت شعارات من الوحي الذي يقدِّسونه تحركت مواكبهم من أرجاء الشرق والغرب صوب فلسطين.وفلسطين عندما قرّر اليهود الاستيلاء عليها لم تكن أرضاً خلاءً, بل كانت مسكونة بألوف مؤلفة من العرب.ومعنى تهويد هذه الأرض طرد مَن عليها من سكان أو إبادتهم وفق تعاليم العهد القديم.وقد أعان الاستعمار إعانة فعّالة على تحقيق هذه الغايات وتقريب بعيدها وتذليل صعابها, وانتهى الأمر في سنة 1368هـ إلى قيام دولة لليهود تحاول البقاء في وجه مقاومة متفرقة من العرب الذين صحوا على أشباح الضياع والذل والخيانة تحيط بهم من كل مكان, فهل يحتاج فهم هذا الموقف إلى ذكاء سطحي أو عميق؟إن الحرب قد أُعلنت بالفعل على العرب, وهدفها المحدّد إجلاؤهم أو إفناؤهم وإقامة وجود ديني يهودي على أنقاض جنسهم ورسالتهم وكتابهم فأين مكان الإسلام في هذا الوضع؟إن السلام هنا معناه الاستسلام للذبح, معناه قيام إسرائيل لا داخل حدودها الحالية وحسب!! بل في الإطار الذي رسمته التوراة من الفرات إلى النيل!!ومعنى هذا – دون كدِّ الذهن أو إعمال الذكاء – سحق الوجود العربي الإسلامي في الشرق الأوسط, ثم الإجهاز على أطراف الأمة الإسلامية الكبرى في إفريقيا وآسيا بعد زوال الكيان العربي الأصيل, إذ العرب دماغ الإسلام وقلبه! وتلك هي الغاية التي تسعى لها قوّى كثيرة, وتتجمّع لتحقيقها عناصر شريرة.وإني ألمس وراء التحركات الكثيرة ضد فلسطين وأهلها هذه النيّات السود وتلك الأهداف الرهيبة, وإن أعجب فعجبي للذين يقادون إلى مصارعهم وهم مخدَّرون, وتلطمهم الأحداث وهم غافلون.{أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون} [التوبة: 126].إن الحرب فُرضت فرضاً على العرب فلا خيار لهم بإزائها, ولا مكان للتساؤل عن فرص تجنبها بعدما دارت رحاها على يومنا وغدنا.ولا معنى لتجنُّب الحرب إلا الاستسلام للفناء, والرضا بالتلاشي والانقضاء, وما دام القتال قد كُتب علينا بدوافع دينية وأحقاد تاريخية وأطماع استعمارية, وما دامت غايته إبادتنا, فلا بدن أن نتلاقى عرباًَ ومسلمين, حكومات وشعوباً لرد هذه الغائلة, واستبقاء وجودنا المهدَّد.إن الحرب المعلَنة علينا دينية لا يماري في ذلك عاقل, وما دامت العقيدة سلاحاً يرتكز عليه العدوان, فلمَ لا تكون العقيدة سلاحاً يرتكز عليه الدفاع؟وما معنى إبعاد الإسلام عن معركة هو فيها مستهدَف؟ وأمنه فيه ضحية اليوم والغد؟إنني أعتقد في أعماق قلبي أن إبعاد الإسلام عن المعركة لا يخدم إلا اليهود ومَن وراءهم من الحاقدين على رسالة محمد وجنسه والقدامى والمحدثين.وإبعاد الإسلام عن القتال الدائر أنفع ليهود من إمدادهم بألف طائرة من أفتك طراز.إنه لا يفل الحديد إلا الحديد, ولا يصد عدواناً يعتمد على دين إلا دفاع يستند إلى دينقذائف الحق:”

محمد الغزالي
Read more

“وقد أدرك عمر - رضي الله عنه - مقاصد الإسلام من هذه الدعوة، فبادربإعلان تحرير كل العرب الأرقاء منذ الجاهلية، فكانت أول حركة تحرير للرق عرفهاالعالم، ودفع عمر تعويضا لكل من كان لديه رقيق من العرب وألزمهم بتحريرهم(!،(فأصبح العرب قاطبة أحرارا بعد أن كان فيهم أرقاء منذ العصر الجاهلي بسببالحروب فيما بينهم والسبي، فجاء الإسلام بتحريرهم.وذا يكون العرب المسلمون هم أول أمة تتخلص من الرق فيما بينها، إلا أنالدولة الإسلامية لم تعمم هذه السياسة بشكل إلزامي لغير العرب؛ لكون الأممالأخرى في حالة الحرب تسترق من تأسره من العرب، فكان الحال يقتضي المعاملةبالمثل، ولهذا إذا تعاهد المسلمون مع أمة على أنه لا استرقاق وجب الالتزام بذلك،وحرم استرقاق أحد منهم، ولهذا قال ابن القاسم عن مالك: (إذا كان العهد بينناوبينهم وهم في بلادهم على ألا نقاتلهم ولا نسبيهم، أعطونا على ذلك شيئا أو لميعطونا) ففي هذه الحالة (لا يجوز لنا أن نشتري منهم [رقيقا]) وكذا لو استرق هؤلاءالرقيق جيش محارب آخر غير من عاهدناهم، فإنه يحرم شراء هؤلاء الرقيق إذا كانبيننا وبينهم عهد على أنه لا استرقاق”

حاكم المطيري
Read more