“مشكلة د. فرج فودة - وهي مشكلة مَن يفكر تفكيره - أنه ينظر للإسلام باعتباره عاطفة دينية يمتليء بها الوجدان ويحلق بها الإنسان، ولا ينظر إليه باعتباره مصدرا يوجه تفكير المسلم وشعوره وسلوكه، وأنه منهج متميز للحياة، له حكمه وموقفه في تحديد أسس التعامل والعلاقات بين الإنسان ونفسه وبين الإنسان وربه وبين الإنسان وأسرته وبين الإنسان ومجتمعه وبين الناس في المجتمع الواحد بعضهم وبعض وبين المجتمعات الإنسانية في حالة السلم وفي حالة الحرب، وله في ذلك أصول وضوابط متفق عليها وتفريعات مختلَف فيها، وقد جاء في الحديث: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئتُ به.”
“إن السعادة فى معناها الوحيد الممكن هى الصلح بين الظاهر والباطنبين الإنسان ونفسه وبين الإنسان والآخريين وبين الإنسان وبين اللهفينسكب كل منهما فى الآخر كأنهما وحدة ويصبح الفرد منا وكأنه الكل .. وكأنما الطيور تغنى له وتتكلم لغته .”
“الفكر البشري لا ينشأ في حالة التوازن التام بين الإنسان وبيئته ونادرا ما تتحقق هذه الحالة, فالغالب أن يكون هناك نوع من اللاتوازن بين الإنسان بل بين الكائن الحي بوجه عام وبين المؤاثرات البيئية المحيطة به.وما الفكر إلا تلك الأداة أو بتعبير أدق فإن الفكر واحد من الأدوات التي يستعين بها الإنسان على اجتياز حالة اللاتوازن تلك, وتحقيق أكبر قدر ممكن من التكيف والتواؤم بينه وبين ظروفه الخارجية سعيا إلى تحقيق التوازن.”
“إن بناء الإنسان الفرد الصالح هو مهمة الأنبياء الأولى، ومهمة خلفاء الأنبياء من بعدهم.وإنما يُبنى الإنسان أول ما يُبنى بالإيمان، أي بغرس العقيدة الصحيحة في قلبه، التي تصحح له نظرته إلى العالم وإلى الإنسان، وإلى الحياة وإلى رب العالم، وبارىء الإنسان، وواهب الحياة، وتعرف الإنسان بمبدئه ومصيره ورسالته، وتجيبه عن الأسئلة المحرة لمن لا دين له: من أنا؟ ومن أين جئت؟ وإلى أين أصير؟ ولماذا وُجدت؟ وما الحياة وما الموت؟ وماذا قبل الحياة؟ وماذا بعد الموت؟ وما رسالتي في هذا الكوكب منذ عقلت حتى يدركني الموت؟”
“فمن قال في القرآن بمجرد رأيه فهو مخطىء وإن أصاب، لأنه تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أمر به. فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر، لكان قد أخطأ: لأنه لم يأت الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر.”
“لاشيء يحول بين الإنسان وبين أن يضمر شيئاً في نفسه. إنه المخلوق الوحيد الذي يمتلك ناصية أحلامه”
“إن ضيق أفق الإنسان الحديث يتجلّى أكثر ما يكون في اعتقاده بأنه لا يرى أمامه لُغزاً. كأن حكمته هي مجموع علمه وجهله معاً. إنه جهل، ولكن الإنسان غير واعٍ به، حتى أنه يتقبله باعتباره معرفة في مواجهة أعظم لغز، يتصرّف بعنجهية وغرور، حتى أنه لا يرى المشكلة. وهذا الحجم الحقيقي لجهل الإنسان”