“كُونِي كما شِئتِ .. لكنْصُونِي لِحُسْـنكِ طُهْرَهْخَلِّي الْجَمالَ بريئاًيـا بنتَ أربعَ عشْـرَهْ !”
“يبدو لي أن الخلاف الجوهري بين نحو الجملة ونحو النص يتمثَّل في اقتصار نحو النص على مناط الإبداع وتخفُّفه من كثيرٍ من قضايا اللغة النفعيَّة كالصِّحَّة التركيبيَّة والالتزام الحرفي بالمعيار، حتَّى إنَّه حين يتناول مثل هذه القضايا التي هي جوهرية في نحو الجملة فإنما يتناولها لا ليقف عندها بل لينفذ إلى أغراض فنِّيَّة جوهرية بالنسبة له، هذا من حيث المهمَّة والهدف، كما أنه يختلف في مصادر استمداده كما سبق بيانه، ويُعدُّ في ذلك أوسع من نحو الجملة، يخطئ إذن من يقابل بين نحو النص ونحو الجملة ويجعل الأول دعوة لإلغاء الآخر، ومثله في ذلك كمثل من يقول إن غرفة الموسيقى في مدرسةٍ ما قد بُنيت من أجل هدم غرفة المدير”
“رغم أن معايير النصية موضوعة بشكل علمي دقيق، إلاَّ أنَّ النَّظر فيها كثيرًا ما يلمس بعض مواضع تحتاج إلى مراجعة، وخاصَّةً في معياري القصد والقبول، فهما في الواقع غير محدَّدَين تحديدًا دقيقًا، بل إنِّي أزعم أنَّهما خارجان عن سيطرة الباحث والناقد، فالقصد يتهاوى أمام عدَّة أشياء، كنصوص المدَّعين في كلِّ فن، وخلو النص من السبك والحبك مع وجود القصد، كما أن القبول أيضًا يخضع لسيطرة ثقافة المتلِّقي وتناسبها مع ثقافة المبدع أو عدم التناسب”
“في مجال العلاقة بين الكلمات والمعاني، أو بين الشكل والمضمون، أو بين النحو والدلالة .. مجالٌ عميقٌ وواسع للاختلاف، وخصوصًا في اللغة العربية، ولعلَّ للثقافة الإسلامية دورٌ كبير في هذا الاختلاف، إذ يشبه الحديث عن اللفظ والمعنى حديثًا آخر عن الجسد والروح، فهما متداخلان، متشابكان، متعاونان متصارعان.والنظرة الفلسفية الدينية للموضوع تغلِّب دور الباطن، العمق، الروح، وهو المعنى في حالة الخطاب اللغوي، إذ كيف يعيش الجسد بغير روح؟ بل إن الأمور الروحية قد تقدِّم الجسد إلى ما يشبه هلاكه وفناءه، ولولا سطوة الروح على الجسد لما وُجِدت مفاهيم كالصوم مثلاً وهو حرمان مادي للجسد، والجهاد المحتمل للتضحية بالجسد وتقديمه إلى الموت، ولذا قُبل معنى "اللهم أنت عبدي وأنا ربك" مع فساد لفظه.هذه النظرية تقول بكون الروح مديرًا ومدبِّرًا لأمر الجسد، أو بعبارة إنجيل يوحنا " اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا " [يوحنا 6/63 ] ، وعليه فكلُّ الأمور الظاهرة في السياق اللغوي هي خادمة مطيعة لأمر المعنى والمضمون. من جهة أخرى، وبالمفاهيم نفسها، نجد تأثير الجسد في الروح، فلكي تصل إلى السمو الروحي تحتاج إلى الصلاة، وهي حركة جسديَّة في الأصل، كما أن أصل الإسلام منوط بنطق الشهادتين في الظاهر، ولا يتعلَّق بأعمال القلوب، كذلك الزكاة ـ وهي فعل مادِّي ـ تؤثر في القلوب وتزكِّيها وتطهرها، كما أن الأفكار وخطرات النفس في المفهوم الديني لا عقاب عليها ما لم يتكلَّم المرء بها أو يعمل، وكأنَّ المعنى الكامن في الضمير لا وزن له ولا يجري عليه حكم، أمَّا كون الثواب على النية الحسنة فهو تفضُّل من الخالق جلَّ وعلا، وليس هو القاعدة المستمرَّة المطَّردة.ولعلَّنا لو نظرنا نظرة وسطى لما غمطنا حق اللفظ أو المعنى، ولوضعنا كلاًّ منهما في موضعه بما يستحقُّه، وبما لا يضرُّ بالطرف الآخر، فما دام أحدهما لا يوجد منفصلاً كان واجبًا رعاية حقِّهما معا.”
“أعيشُ برُعبٍ وأنتِ جواري وأسمعُ صوتكِ في كلِّ زحفِفأغفو بعينٍ .. وأفتح عينًا لأحميَ منكِ جداري وسقفي وأقبلُ منكِ الهدايا ولكنْ أُحاذرُ أن تَفْجئيني بنسفِ!”
“أخافُ هدوءَكِ في كلِّ فعلٍ وأخشى القِناعَ المَزينَ بلُطفِ وأقبلُ منكِ عهوداً أمامي وأسمع همس التآمر خلفي وُعُودُكِ دومًا بها همهماتٌ تكادُ تبوحُ بنيَّةِ خُلفِ!”
“لماذا صارت الأيّامُ مِمَّا قبلها أشنعْ ؟ لماذا نحن منتقلونَ من بشِعٍ إلى أبشعْ ؟ لماذا إن يكَدْ أملٌ يعُمُّ ديارَنا يُصرَعْ ؟ لماذا كُلَّما سِرنا وراء بريقهِ أقْلَعْ ؟؟”