“كان العرابيون حلما عابرا،برهة قصيرة من زمنٍ شاسع،استطاع فيها الفلاحون أن يخترقوا جدار عزلتهم، وأن يجدوا الصوت الذي أصابه الخرس، كانوا محاصرين في واديهم الضيق خلف جدران من الطوب اللبن ومتاهة الترع والمصارف،يعانون لعنة من الصمت تواصلت على مدى آلاف من الأعوام، نسوا مفردات الشكوى ونبرات الاحتجاج، استكانوا لدرجة المهانة تحت سطوة أجناس الأرض”
“لكنا نعرف مدى الثناء الذي يناله الأمير الذي يحفظ عهده ويحيا حياة مستقيمة دون مكر. لكن تجارب عصرنا هذا تدل على أن أولئك الأمراء الذين حققوا أعمالاً عظيمة هم من لم يصن العهد إلا قليلاً. وهم من استطاع أن يؤثر على العقل بما له من مكر. كما استطاعوا التغلب على من جعلوا الأمانية هادياً لهم.”
“أصبت . هو مرض الرحيل , كما تقولين . من استطاع تحرير جسده مرة من عقال المكان , أصابه مرض الرحيل ’ فلن يقعد بعدئذٍ عن جوب الأرض حتى يموت .”
“عظماء الأمة هم أفضل ما فيها، والسخرية منهم هي سخرية الأمة من نفسها، واستعذاب أمة لتصغير كبرائها معناه على الأرجح أن الأمة قد هانت على نفسها لدرجة أنها أصبحت تستعذب هذه المهانة.”
“حقًا إنني أعيشُ في زمنٍ أسودالكلمة الطيبة لا تجدُ من يسمعهاو الجبهة الصافية تفضح الخيانةو الذي ما زال يضحكلم يسمعْ بعدُ بالنبأ الرهيبأي زمنٍ هذا ؟الحديث عن الأشجار يوشك أن يكون جريمةلأنه يعني الصمت على جرائم أشد هولاً”
“الكبار يقولون في صمتهم بين جملتين، أو في صمتهم أثناء عشاء حميم، ما لا يقوله غيرهم خلال أشهر من الصمت؛ ذلك أنّ الصمت يحتاج في لحظة ما أن يكسره الكلام ليكون صمتًا. أمّا الصمت المفتوح على مزيد من الصمت، فهو يشي بضعف أو خلل عاطفيّ ما يخفيه صاحبه خلف قناع الصمت خوفًا من المواجهة.”