“جلست بين يديه في أدب وقلت “سيدي، وهل هناك من منتصر في مثل هذه الفتن؟”..فقال “نعم يا ولدي ..من عارَضَ فَلمْ يَجْرَحْومن ناصَرَ فَلمْ يَذْبَحْومن حايَدَ فَلمْ يَجْنَحْذلك هو المنتصر على نفسه…واعلم يا ولدي أن جميع معاركك هي مع نفسك أولاً، فاستعن بالله ينْصُرْكَ عليها تكن دائماً في نُصْرَةِ وعِزَّة”..فقبَّلتُ يده كما تعوَّدتُ ، وانصرفتُ وأنا أشُمُ رائحة النصر”
“جلست بين يديه في أدب وقلت:"سيدي، وأين أجد القائد الحق؟".. قال: "يا ولدي، القائد الحق تجده أمام الناس في ساعة البلاء، وخلفهم في ساعة النصر، ووسطهم في وقت السلام"..فقبلت يده كما تعودت ، وأسرعت سعياً لعلي أجده عند المقدمة”
“جلست بين يديه في أدب وقلت: "سيدي، وما السبيل لطهارة اللسان وحُسنِ البيان؟".. قال: "يا ولدي، تعلمنا ممن كانوا قبلنا أن نتذوق الكلمة أولاً، فإن وجدنا لها حلاوة أرسلناها، وإن وجدنا غير ذلك.. أمسكناها".فقبلت يده كما تعودت، وانصرفت ماشياً أتذوق حلاوة الاستغفار”
“جلست بين يديه في أدب وقلت: "سيدي، أتمنى أن أخدم بلدي، فما العمل؟" قال "يا ولدي، خذ أقرب قطعة لك من بلدك وأعمل عليها بكل حزم .. نمِّها و كبِّرها حتى تصبح فخراً لبلدك في العالمين ... بهذا تكون قد وفيت" .. فسألته: "وكيف أحدد أقرب قطعة لي من بلدي؟".. فابتسم وقال: "فقط انظر في المرآة ، وستراها".فقبلت يده كما تعودت ..ورجعت ماشياً وقد علمت أن (عملي على نفسي) هو خدمتي لبلدي”
“الكل تربَّى على أنا المدير أفضل من الموظف ..و المسئول أرقى من الذي يُفْتَرَض أن يسأله!الرئيس أحكم من الجميع ..زعيم الشلة هو أفضل من في الشلة ..و الأول على الفصل هو سر أبيه ، و رافع رأس ذويه ..و بقية من في الفصل فاشلون ، و تتراوح نسب فشلهم على حسب الترتيب في كشوف الناجحين”
“و إذا كان هذا حال بعض الدعاة و الوُعَّاظ ..فأين الغرابة في أن يكون ذلك هو حال القادة مع القادة ..و الأدباء مع الأدباء ..و الوزراء مع المدراء ..و كل صنف من الخبراء ..الكل كذلك ..إلا من رَحِمَ ربي من المهالك”
“... إلا أن الإنسان الطبيعي مهما كانت اتجاهاته ، فإنه لا ينعم بالاطمئنان و التوازن في حياته إلا بالعمل على الحدِّ الأدنى من مطلوبات دينه ..فلا توازن دون اطمئنان قلبي ..ولا اطمئنان قلبي دون الصلة بالله ..ولا سبيل أفضل للصلة بالله من الدين ، و شعائره.”