“قد يندسل الستار على القليل أو الكثير منها (الذاكرة) ولكنّه لا يمحو نقطة مما وراء الستار.مهما يكن الستار كثيفا وثقيلا فلابدّ من يوم ترفعه فيه عين اليد التي سدلته. أما "الوسيط" فقد يكون كلمة عابرة أو شيئا تافها”
“هناك شعراء إذا قرأت لهم قصيدة فكأنك قرأت كل ما نظموه وما سينظمونه ، هؤلاء هم شعراء الزحافات والعلل .ومن يطلب في نظمهم شعرا كمن يبتغي عسلا من البصل .ومنهم من تطالع لهم دواوين بأكملها فلا يستوقفك فيها سوى قصيدة أو قصيدتين أو بضعة أبيات مبعثرة هنا وهناك تبين رتقا جديدة على أثواب بالية .هؤلاء هم شعراء المصادفات . والشعر فيما ينظمون كقبضة من تبر في ربوة تراب .غير أن من الشعراء من لا تقرأ لهم مطلعا حتى يستهويك ويستغويك فتراك في لحظة ، وعن غير قصد منك ، متنقلا من بيت إلى بيت ومن قصيدة إلى قصيدة ، كأنك قد دخلت قصرا سحريا كل مقصورة فيه قصر مستقل بذاته ، وكل باب يؤدي بك إلى باب . هؤلاء هم الشعراء الذين في شعرهم مدى ”
“كم من حاكم أفقر محكوميه ،وأَذلَّهم وظلمهم أفظع ظلمباسم السلطان المعطى له عليهم من قِبَل القانون ،أو من قِبَل التقاليد الدينية و الإجتماعية !”
“إني أضنّ بهذا الشرق يستجدي الحياة والحرية من دولة أو من إنسان، وشآبيب الحرية والطهر والجمال تتدفق عليه في كل لحظة من يد الله السخية.”
“أم تحسب السلطة أنها بإزهاقها أرواح الناقمين والمتمردين والثائرين إنما تُمكن لعرشها، وتمد فى عمرها ، وتزهق فى الواقع روح النقمة والتمرد والثورة ،وتقضي على الزعازع التى تهب عليها من حين إلى حين ؟ذلك لعمرى هو الجهل المطبق والعمى الذي ما بعده عمى.ففى إستطاعتك ، إذا صفت نيتك واستقامت حجتك ،أن تمحو العداوة من قلب عدوك مادام حياً .أما متى أرديته برصاصة فقد جعلت من العداوة التى فى قلبه صلاًّ لا ينفك ينهش قلبك .فالقلوب تتوقف عن النبض عند الموت أما الأحقاد والضغائنالتى كانت تعمر بها فى الحياة فتنساب فى الأرض وفى الفضاءانسياب الريح والنسيم .وترد الكيل كيلين للذين أثاروها فى القلوب التى كانت تسكنها قبل الموت .وهذه الأحقاد والضغائن هى التى تقضي فى النهاية على كل سلطة قامت بحد السيف وعاشت فى حماية رصاصة”
“كان البيت بدون سقف . وجدرانه المتداعية قد انهار بعضها ،وبعضها مازال واقفاً ، ولكن وقفة العجوز المحدوب المتهالك ،يحاول أن ينتصب بقامته فلا يستطيع .فحجر قد برز من هنا وآخر من هنالك ،وثالث لو نكزته بعصا لهوى إلى الأرض فى الحال .ولولا بعض الأعشاب النابتة فى بعض الشقوق ،ثم لولا بعض الحشرات والزحّافات التى اتخذت من حجارتها مساكن لها وملاعب لبدت تلك الخربة خالية من كل أثر للحياة .بل لبدت وكأنها مناحة على الحياة ./أما يحزنك أن تفكر فى هذا البيت والذين بنوهوالذين سكنوه ، كيف مضوا وتركوه ، وإلى أين مضوا ؟لكم غنوا وناحوا.لكم فرحوا بمولود وتحرقوا على مفقود .لكم أملوا وخابوا ، وصلوا وكفروا ، وأبغضوا وأحبوا .فقاطعنى رفيقي :لقد كانوا بشراً وكفي .ولكن مالذي يحزنك من أمرهم ؟يحزننى .. يحزننى أنهم كانوا ، ثم مضوا فكأنهم لم يكونوا .كانوا عماراً فباتوا خراباً .كانوا شيئاً فأصبحوا لا شئ .ولولا هذه الحجارة الكئيبة تذكرنا بهم لما ذكرناهم .”
“هــل العيدُ إلا أن تستمتع ولو بنعمة واحدةٍ من نعم الوجــود التي تفوق العـدّ و الإحصــاء؟”