“ويحكمون بأن بين الاستبدادين السياسي والديني مقارنة لاتنفك متى وجد أحدهما في أمة جر الآخر اليه أو متى زال زال رفيقه ، وان صلح أي ضعف أحدهما صلح أي ضعف الثاني . ويقولون أن شواهد ذلك كثيرة جداً لايخلو منها زمان ولا مكان . ويبرهنون على أن الدين أقوى تأثيراً من السياسة إصلاحا وإفسادا”
“ بين الاستبدادين السياسي والديني مقارنة لا تنفك ، متى وجد أحدهما في أمة جرّ الآخر إليه ، أو متى زالَ زالَ رفيقه ، وإن صلح أي ضعف أحدهما صلح أي ضعف الثاني ”
“وقد أجمع الكتاب السياسيون المدققون , بالاستناد علي التاريخ و الاستقراء , من أن ما من أمة أو عائلة أو شخص تنطّع في الدين ,أي تشدد فيه, إلا و اختل نظام دنياه وخسر أولاه وعقباه.”
“دراك فمن يدنف لعمرك يدفن ... وما نفع نوح متى قبل قد فنىدراك فإن الدين قد زال عزه ... وكان عزيزاً قبل ذا غير هينفكان له أهل يوفون حقه ... بهدى وتلقين وحسن تلقنالإمام و أهل العلم أحلاس بيتهم ... أما صار فرضاً رأب هذا التوهنهلموا إلى بذل التعاون معه إنه ... بإهمال آثم على كل مؤمنهلموا إلى أم القرى وتآمروا ... ولا تقنطوا من روع رب مهيمنفإن الذى شادته الأسياف قبلكم ... هو اليوم لا يحتاج إلا الألسن”
“إنه ما من مستبدّ سياسي إلى الآن إلا ويتخذ له صفة قداسة يشارك بها الله أو تعطيه مقام ذي علاقة مع الله . ولا أقل من أن يتخذ بطانة من خدمة الدين يعينونه على ظلم الناس باسم الله .”
“الأمر الغريب أن كل الأمم المنحطة من جميع الأديان تحصر بلية انحطاطها السياسي في تهاونها بأمور دينها , ولا ترجو تحسين حالتها الاجتماعية إلا بالتمسك بعروة الدين تمسكاً مكيناً , ويريدون بالدين العبادة , ولَنِعْمَ الاعتقاد لو كان يفيد شيئاً , لكنه لا يفيد أبداً , لأنه قول لا يمكن أن يكون وراءه فعل , وذلك أن الدين بذر جيد لا شبهة فيه , فإذا صادف مغرساً طيباً نبت ونما , وإن صادف أرضاً قاحلة مات وفات . ”
“والاستبداد ريحٌ صرصرٌ فيه إعصار يجعل الإنسان كلّ ساعة في شأن، وهو مفسد للدّين في أهمّ قسميه أي الأخلاق؛ وأمّا العبادات منه فلا يمسّها لأنّها تلائمه في الأكثر. ولهذا تبقى الأديان في الأمم المأسورة عبارةً عن عبادات مجرّدة صارت عادات لا تفيد في تطهير النّفوس شيئًا، ولا تنهى عن فحشاء ولا منكر لفقد الإخلاص فيها تبعًا لفقده في النّفوس، الّتي ألفت أن تتلجأ وتتلوّى بين يدي سطوة الاستبداد في زوايا الكذب والرّياء والخداع والنّفاق؛ ولهذا لا يُستغرب في الأسير الأليف تلك الحال، أي الرّياء، أن يستعمله أيضًا مع ربّه، ومع أبيه وأمّه ومع قومه وجنسه، حتّى ومع نفسه.”