“وإدعاء الشيوعي أن نظامهم ينهي الصراع الطبقي بالقضاء على الطبقات ليس إلا وهما لأن نظامهم يقوم على مبدأ الاستهلاك غير المحدود كهدف للحياة. وطالما ظل الشخص راغبا في أن يمتلك فلا بد من ظهور تشكيلات طبقية ولا بد من نشوب حروب طبقية. وعلى الصعيد العالمي لا بد من الحرب بين الدول فالجشع والسكينة لا يتعايشان.”
“أن ممارسة الحياة وفقا لمذهب اللذة الراديكالي لا يمكن أن تؤدي إلى السعادة كما تبين أيضا السبب في ذلك. ولكن حتى بدون تحليل نظري تثبت المعلومات التي تقع تحت ملاحظتنا بوضوح تام أن طريقتنا في الجري وراء السعادة لا تثمر حياة طيبة. نحن مجتمع من الناس التعساء على نحو مزر نعاني من الوحدة والقلق والاكتئاب والاتكالية والنزوعالتدميري... ويشعر الناس فيه بالسرور حين يبددون الوقت الذي يبذلونجهودا مضنية لتوفيره.”
“لقد أصبح الإنسان كائنا أعلى (سوبرمان) ... ولكن هذا الإنسان الأعلى الذي يمتلك قوة تفوق قوة الإنسان لم يرتفع إلى مستوى عقلاني أعلى بل إنه ليزداد فقرا بقدر ما يزداد قوه... وأحرى بضميرنا أن ينتابه القلق ونحن نشهد أنفسنا نزداد تجردا من إنسانيتنا كلما ازددنا اقترابا من حالة السوبرمان”
“إن الايمان, في نمط التملك, ليس إلا عكازة يتوكأ عليها من ينشد اليقين, من يريد أن يعرف للحياة معنى, ولكن دون أن تكون لديه الجرأة على البحث بنفسه.”
“إن اسلوب العيش التملكي اي السلوك الذي يتركز حول الملكية والربح, لا بد من أن يخلق الرغبة, بل الحاجة الى القوة, فمن اجل السيطرة على كائنات بشرية اخرى نحن بحاجة الى استخدام القوة لتحطيم مقاومتهم, ولاحكام قبضتنا على ما نملك من ممتلكات خاصة, نحن بحاجة لاستخادم القوة لحمايتها من اولئك الذين يمكن أن يأخذوها منا, لانهم مثلنا لا يمكن ان يقتنعوا بما عندهم, الرغبة في الحصول على الملكية الخاصة تولد الرغبة في استخدام العنف من اجل سرقة الآخرين بوسائل سافرة او خفية.وتكمن سعادة الشخص في السلوب التملك في تفوقه على الآخرين, وفي قوته, وهي -في التحليل الآخير- تكمن في قدرته على أن يغزو ويسرق ويقتل. أما في اسلوب الكينونة فإن السعادة هي المحبة والمشاركة والعطاء.”
“إن الانفعالات في مجتمعنا لا يحدث لها تشجيع بصفة عامة. وبينما ليس هناك شك في أن أي تفكير خلاق -وكذلك أي نشاط خلاق آخر- مرتبط لا محالة بالانفعال، فقد أصبح من المثاليات أن نفكر وأن نعيش بالانفعالات. أن تكون "منفعلًا" قد أصبح مرادفًا لأن تكون لست متزنًا أو لست على ما يرام. والفرد بتقبله هذا المعيار قد أصبح ضعيفا إلى حد كبير.لقد افتقر تفكيره وتسطح. ومن جهة أخرى، لما لم يكن في الامكان قتل الانفعالات تمامًا، فإنه لا بد من أن يكون لها وجودها بعيدًا عن الجانب العقلي من الشخصية، والنتيجة هي العاطفة الرخيصة وغير المخلصة التي تغذي بها السينما والأغنيات الشعبية ملايين من الزبائن المحرومين من العواطف.”
“في نمط الكينونة, لا يكون الإيمان -في المقام الأول- مجرد إيمان بأفكار معينة وإن كان من الممكن أن يتضمن هذا أيضا, إنما الإيمان- في المقام الأول- هو توجه داخلي, موقف, ولعله من الأنسب أن يقال إن شخصا ما في حالة الإيمان, على أن يقال إنه يملك إيمانا,يمكن ان الشخص في حالة ايمان بنفسه وبالأخرين, والمتدين في حالة إيمان بالله, والله في العهد القديم هو بالدرجة الأولى نفي للأصنام للآلهة التي كان الناس يملكونها.وإيماني بنفسي وبالأخرين وبالجنس البشري يتضمن ايضا نوعا من اليقين, ولكنه يقين اساسه تجربتي الذاتية, وليس خضوعي لسلطة تملي عليّ نمطا معينا من الإيمان. إنه يقين الحقيقة التي قد يستحيل إثباتها بأدلة عقلية ملزمة, ومع ذلك فهي الحقيقة التي أنا على يقين منها لأن ثمة أدلة عليها من تجربتي الذاتية.إذا كنت على يقين من أن شخصا ما تتوافر فيه صفات التكامل الإنساني فإنني لا استطيع أن اقيم الدليل على أن تكامله يمكن ان يستمر لآخر يوم في حياته.وحتى لو حدث, فليس ثمة ما يستبعد احتمال اختلال التكامل لو امتدت الحياة به, إن يقين يقوم على معرفتي بالشخص الآخر, وعلى تجربتي الشخصية في الحب والتكامل الإنساني, وهذا النوع من المعرفة لا استطيع التوصل اليه إلا بقدر ما استطيع تنحية ذاتيتي ورؤية شخصية الإنسان الآخر كما هي, واستجلاء بناء قواه الداخلية, رؤيته في تفرده كما في انسانيته الشاملة في الوقت نفسه.”