“وقد عُهِدَ من أهل البصيرة الاقتداء بالحيوانات، والاستفادة من خصالها وأعمالها. ويُحكى عن بعض كبار الصوفية أنه قال: "تعلمتُ المراقبة من القط."، وعن بعض حكماء المسلمين، أنه قرأ كتابا نحوا من ثلاثين مرة فلم يفهمه، فيئس منه وتركه، فرأى خنفسة تتسلق جدارا وتقع، فعَدَّ عليها الوقوع فزاد على ثلاثين مرة، ولم تيأس حتى تمكنت بعد ذلك من تسلقه والانتهاء إلى حيث أرادت، فقال: "لن أرضى أن تكون هذه الخنفساء أثبت مني وأقوى عزيمة."، فرجع إلى الكتاب فقرأه حتى فهمه.”
“وقد ثبت بالتجربة غير مرة أنه لا فائدة من النقاش مع بعض الناس. الزمن وحده كفيلٌ بردعهم، لكن لبَّ القضية يكمن في أنهم لا يرتدعون إلا بعد أن تكون الكارثة قد أطاحت بالجميع. هل إلى الخلاص من سبيل؟”
“من الصعب على الرجل أن يضحك من نكتة سمعها ثلاثين مرة ، ولذلك يبدأ دبيب الفتور بعد شهر العسل”
“ويبقى الانضباط والالتزام بهذا السلوك من جانب هذا الحشد من المسلمين مثيرين للدهشة، حتى بالنظر إلى التزام الحجاج بمسالمة الإنسان والحيوان والنبات، ولم أكن أعتقد قبل هذه التجربة أن التعاليم الدينية تستطيع ان تلغي بعض القوانين والقواعد الاجتماعية لفترة من الزمن”
“يبدو القمر صغيرا ثم يكبر رويدا رويدا حتى يكمل ثم يعود إلى النقص، فهو يشبه الإنسان حيث إنه يخلق من ضعف ثم لا يزال يترقى من قوة إلى قوة حتى يعود إلى الضعف مرة أخرى فتبارك الله أحسن الخالقين!وفي كل شيء له آية .. تدل على أنه واحدالشيخ ابن عثيمين- شرح الأصول الثلاثة(بتصرف)”
“وأنْزَلَتْهُ من دَرَجة أنه كلُّ النَّاسِ إلى منزلة أنه ككل الناس، ونبَّهت حزمها وعزيمتها وكبرياءها، فرأته بعد ذلك أهونَ على نفسها من أن يكونَ سبباً لشقاء أو حسرة أو همّ .”