“ملاك الشهداء رأت العصفورة البيضاء طفلاً أسلم الروح. فغابت ثم عادت معها رفُ عصافير لها أجنحة من سكرٍ، أو ياسمين. أغمضت أجفانه عصفورةُ، عصفورة ثانية لمت يديه. مسحت بالعنق إحداها دماً عن شفتيه. وبمنقار لها، عصفورة نقت شظايا قدميه. غسلته بالدموع, طيبته زعفرانياً كأجساد الشموع. كفنته ببياض الريش منها. والكناري إمام الضيف، في مسجده صلى عليه. وعلى شاهدةٍ بيضاء من غيم المساء نقشت قُبرةُ الحور: هنا يرقد جثمان ملاك الشهداء.”
“ويجب ألا يمنع الاستضعاف ضرورة المواجهة بين الدعوة والحكم الظالم وليس في تلك المواجهة دون اعتبار للإمكانيات المادية - أي تهور، ولهذا بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن سيد الشهداء من يقوم إلى حاكم ظالم يأمره وينهاه، وهو يعلم أنه سيقتله فقال: (سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله) لأنه أكد مايؤكده الشهداء بقتالهم الكافرين أصحاب القوة والسلطان ويزيد عليهم أن الشهداء كانوا يقاتلون باحتمال النصر أو الشهادة وهو يواجه باحتمال واحد وهو الشهادة.”
“هى امرأة مُدهشة في قوتها، قادرة بلا جلبة أن تحبه و أن تثّبِّت قدميه في الأرض و تحميه كأنها ذئبة. أو كلب حراسة. أو ملاك.”
“منذ أحببتك و الثقوب السوداء في قلبي تضيق ..وتختفي ..ويخرج منها الضوء كـ جرح بسمل عليه ملاك !ـ”
“بحثت عن الروح في البحر ووجدت المرجان هناك وتحت الرغوة كان كل المحيط يرقد عاريا لأجلي في ليل قلبي وعلى طول الطريق الضيق شعرت بالضوء ارض أبدية من النهار”
“عاد لي ابني من أول درس في روضة أطفال غربية ليحدثني عن أن الدرس الأول كان :(كيف تتعامل مع الكتاب ؟) فقلت له : للأسف يابني ، في بلاد العرب من شرقها إلى غربها ، من روضاتها إلى جامعاتها ، لن تسمع عن درس كهذا. وبعد زمن، دخل هو نفسه الى مدرسة عربية ،فعاد ليشرح لي طرق التغلب على ( العين) و( العيانين ) كما شرحها له أستاذه ، وأول هذه الخطوات أن تحصل على نوى التمر الذي أكله الضيف ثم تغسله وتغتسل بالماء أو تشربه ، فإن لم يكن الضيف قد أكل تمرا ولكنه شرب قهوة أو شايا أو ماء فعليك أن تغسل الأكواب التي شرب منها ثم تغتسل بهذه البقايا ، فإن لم يكن أكل الضيف تمرا ولاشرب قهوة أو ماء ولاشايا فما الحل ؟ آتعجب من سيطرة الأوهام أو هيمنة العقل الخرافي على الحياة اليومية ؟ أم تعجب من ثقافة اتهام الضيف ؟ أم تستغرب انحطاط الخلق ؟ ... وزاد الناس في السحر كما زادوا وبالغوا في العين ، فحديث العين حق رُكب عليه باطل طويل وشروح واحتمالات لانهاية لها ، ويقبلونها ولايقبلون نداءات إصلاح هم أحوج إليه من تلك الخرافات في العلاجات .”