“بمنتهى الزهو والإعتداد نتحدث دائما "عندما كنا " . نغالط ونعمم التعبير حتى نعطى إنطباعا أن الذى نزهو به هو جهدنا جميعا , وليس جهد غيرنا الذين رحلو عنا منذ قرون”
“إن السؤال العاجل والملح هو : كيف يمكن أن تحل مشكلات الناس على أفضل وجه , وليس على الإطلاق من أين يأتي ذلك الحل وما هي هويته؟ إن المصب هو الذي ينبغي أن يعنى به الجميع وليس المنبع”
“ظلمو الإسلام حينما حينما قدموه إلى الناس قوالب صخرية مجمدة, وحينما إمتدت عبادة نصوص القرآن والسنة إلى عبادة نصوص الفقهاء. ومدارس عبادة النصوص هذه ظلمتنا عندما حاولت أن ترسخ فى أعماقنا أن الدين هدف لاوسيلة , وأن الإنسان للدين وليس الدين هو الذى جاء من أجل الإنسان”
“و سيظل عسيرا على العالم العربي ، أن يستوعب مدى تعلق أعاجم المسلمين بدينهم ، ما لم يدرك حقيقة المشاعر الجياشة التي تعمل بين جنبات تلك الملايين المؤمنة . المبعثرة بين "غانه وفرغانه" بتعبير الجغرافيين العرب القدامى ، أولئك الذين تلقوا الإسلام منذ قرون ، ثم تقطعت بيننا و بينهم السبل ، بعد إذ تغيرت خرائط التاريخ و أقيمت حوائط الجغرافيا . لكنهم ظلوا قابضين على الجمر . قلوبهم تتحرق شوقا إلى وصل ما انقطع مع ديار الإسلام ، و أحلامهم العطشى - و أبصارهم - تعلقت بالعالم العربي . الذي هو عندهم منبر الإسلام و بيته ، و فيه كعبة المسلمين و قبلتهم .”
“وهي مفارقة مدهشة أن يكون جند الله ودعاته , في مقدمة الذين يفتقدون إلى الوعي الكافي بسنن الله. وأن يكون دأب بعضهم هو القفز فوق هذه السنن ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً !”
“إن الذين لا يرون في الإسلام إلا قائمة محرمات و ممنوعات في جانب ، ثم لائحة عقوبات و زواجر في جانب آخر، يفعلون بالإسلام تمامًا كما فعل الدب الذي أراد أن يحمي صاحبه فقتله ، و إن كانت النتيجة أفدح . ذلك أن المجني عليه في القصة الشهيرة هو مجرد فرد واحد ، و لكن المجني عليه فيما نحن بصدده هو عقيدة بأكملها !إن هؤلاء يصغرون من شأن الإسلام من حيث لا يشعرون . يحولونه من رسالة هداية للبشر و رحمة للعالمين إلى فرمانات إلهية ، تأمر و تنهى ، و توزع طوابير الناس على درجات جهنم ، حتى أسفل سافلين !”
“وقد كان الإمام الشيخ شلتوت واحدا من الذين حاولو بالمنطق الهادىء أن ينبهوا إلى " ضرورة القراءة الصحيحة للسنة " وسجل رأيه فى كتابه المعروف " الإسلام عقيدة وشريعة " , قائلا : إن السنة تشريع وليس تشريع فمن السنة التى لاتعتبر تشريعا ولا تلزم المسلمين .: مايعتبر سلوكا شخصيا للرسول عليه السلام , أو أراء مبنية على إجتهادات وتجارب خاصة . ولعلنا نذكر هنا قصته مع بعض أهل المدينة , الذين نصحهم فى مسألة زراعة النخيل , وعندما أبلغ أن النصيحة لم تحقق هدفها المرجو قال أنتم أعلم بشؤون دنياكم ثم أضاف الشيخ شلتوت أن السنة التى تعد تشريعا لها درجات * ماصدر عن النبى بإعتباره مبلغا ورسولا " كأن يبين مجملا فى القرآن أو يخصص عاما أو يبين شأن فى العبادات , أو الحلال أو الحرام ,أو العقائد والأخلاق " وهذا يعتبر تشريعا ثابتا يلزم كافة المسلمين متى علمو به * ما صدر عن الرسول بوصفه إماما لجماعة المسلمين , مثل بث الجيوش وإنفاق بيت المال , وتولية القضاه وعقد المعاهدات . وذلك لايعد تشريعا عاما ولايجوز الإقدام عليه إلا بإذن الحاكم . وليس لأحد أن يفعل منه شيئا من تلقاء نفسه بحجة أن النبى فعله أو طلبه * ماصدر عن الرسول لابإعتباره مبلغا ولابإعتباره إماما للمسلمين ولكن صدر عنه بإعتباره قاضيا يفصل فى الدعوة بين المسلمين وذلك لايعد تشريعا , فليس لأحد أن يستند إلى حكم قضى به الرسول لينال حقا له دون الرجوع إلى سلطة او قضاء”