“لا حول ولا قوّة إلاّ بالله . . عاد رمضان ، وعادت على مائدة إفطارنا الأطباق إياها التي أفطرنا عليها على مدى عقود . هذا العام أيضاً ، لا أمل أن نشق الفطر من دون أن نغصّ بدمعنا . المآسي حجزت لها مكانا على مائدتنا ، فالمسلسل الرمضاني الوحيد الذي لا يبثّ حصريّاً على قناة بالذات ، بل سنتابعه مكرهين على كلّ الفضائيات ، هو مسلسل " الموت في سوريا " . وهو عمل درامي بالمفهوم الحقيقي للكلمة ، لا نعرف له مُخرجاً أو منتجا ً، برغم ذلك لا يحتاج إلى حملة إعلانيّة ، ولا إلى أخبار ترويجيّة ، أو إلى استضافة لنجومه ، فهو الخبرالأول في كلّ نشرة . نجمه الوحيد " الموت " ، يذهلنا يوماً بعد آخر في أدواره الدمويّة ، يبتدع فظاعات ما شاهدناها من قبل ليبكينا ، يحتاج في أيامه العاديّة إلى مئة إنسان كوجبة يوميّة ، كي يفوز بأوسكار الموت العربي دون منازع .لذا لم يُبقي على أي ممثل حيّاً . ذاهباً حدّ" التمثيل" بجثث من أرادوا أن يسرقوا منه دور " البطولة " . أمّا طموحه الدرامي ، فقتل المشاهدين أيضاً قهراً وأسى ، وجعلهم يخجلون من بقائهم على قيد العروبة . . وعلى قيد الحياء .”