“في غُرَفِ العمليات, كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ, لونُ المعاطفِ أبيض, تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات, الملاءاتُ, لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن, قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ, كوبُ اللَّبن, كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ. كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!”
“في غُرَفِ العمليات ..كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ ..لونُ المعاطفِ أبيض ..تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات ..الملاءاتُ لونُ الأسرّةِ .. أربطةُ الشاشِ والقُطْن,قرصُ المنوِّمِ .. أُنبوبةُ المَصْلِ ..كوبُ اللَّبنكلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْكلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!فلماذا إذا متُّ..يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..بشاراتِ لونِ الحِدادْ ؟هل لأنَّ السوادْ..هو لونُ النجاة من الموتِ ؟ لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ ..***ضِدُّ منْ ..؟ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ ؟!***بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..الذينَ يرون سريريَ قبراًوحياتيَ.. دهراًوأرى في العيونِ العَميقةِلونَ الحقيقةِلونَ تُرابِ الوطنْ!( مايو 1982 ) من كتاب ( أمل دنقل - الأعمال الكاملة ) " أوراق الغرفة ( 8 ) -" فصيدة بعنوان :- " ضد من ؟ " - صــــ 373 و 374 - طبعة دار الشروق”
“زهور وسلالٌ منَ الورِد ألمحُها بينَ إغفاءةٍ وإفاقه وعلى كلِّ باقةٍ اسمُ حامِلِها في بِطاقه ***تَتَحدثُ لي الزَهراتُ الجميلهْ أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً - َلحظةَ القَطْف, َلحظةَ القَصْف, لحظة إعدامها في الخميلهْ! تَتَحدثُ لي.. أَنها سَقَطتْ منْ على عرشِها في البسَاتين ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها في زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ أيدي المُنادين, حتى اشترَتْها اليدُ المتَفضِّلةُ العابِرهْ تَتَحدثُ لي.. كيف جاءتْ إليّ.. (وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ) كي تَتَمني ليَ العُمرَ! وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرهْ!! ***كلُّ باقهْ.. بينَ إغماءة وإفاقهْ تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ... اسمَ قاتِلها في بطاقهْ!”
“قبلنا يا أخت في هذا المكانكم تناجى ، و تناغى عاشقانذهباثمّ ذهباو غدا ..يتساقى الحبّ فيه آخران !فلندعه لهماساقيه ..دار فيها الماءمادار الزمان !!”
“ويحكــم ....دمــي.. هذا دمــي .....فانتبهوا ........لم يــأبهوا !”
“قلت لكملكنكملم تسمعوا هذا العبثْففاضت النار على المخيماتوفاضت الجثث !”
“لا تصالحْفليس سوى أن تريدْأنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْوسواك.. المسوخْ!”