“كنتُ حتى هذا اليوم أتغافل عن الموت، وأتظاهر بأنه لا يعنينى فى شىء؛ أقرأ عن أناس ماتوا، أعرف أناسا مات لهم أقارب وأحباء، أتابع الأخبار وأشاهد جثث القتلى فى الحروب التى لا تنقطع، وكلها بالنسبة إلىّ أرقام وأحداث، مثل المذكِّرات التى أكتبها فى عملى أو الترجمة التى أقوم بها. كم مرة ترجمت أحاديث عن قتلى وجرحى بالجملة، دون أن أشعر بشىء، دون أن أشعر أنى أنا شخصيا معنىّ بالموت ! وحين مات أبى مسَّنى موته فى أعماقى، وكان أول أجراس الإنذار التى دقَّت فى حياتى القصيرة، لكنى تغاضيت عنه بعد ذلك لسنوات طويلة. ثم ماتت أمى، ومن هذا اليوم حل الموت ضيفا مقيما فى حياتى. كأنه كسر الباب الذى حمانى، وأصبحت حياتى مَشاعا له يرتع فيه صباح مساء. سيظل مقيما معى، يحصد أرواح من أحب، حتى يجىء دورى، ربما غدا أو بعد غد. سنرى. لا داعى لاستباق الأحداث. لأعُد إلى حكايتى.”
“أحب النوارس التى تلجأ إلى البحر فى العاصفة، وأكره الموت الذى ينام على حياتى الواقفة، وأنتظر.”
“شكرا دائما إلى الله ، الذى لا أكف عن رؤياه فى أعماقى فأشعر بالحب و الرضا التامشكرا للمواقف و الأزمات التى أشعلت بداخلى طاقة فأخرجت منى هذه الكلماتشكرا لكل من قابلت فى حياتى فأسعدنى بكلماته أو آلم مشاعرى ، فبدون هؤلاء ما أصبحت”
“أعدك أن أنامغير أنى متعبوالمشقة فى قلبى لا فى الطريقوالعتم فى عينىفي سمعىفى الأعوام التى توالت عاما بعد عامولم أرأعدك أن أنامأن أنتظر الصباح المقبلوما يليهلكنى مجبر علي الرحيل الآن،لا عمل أو موعد أو نزهة أو أىشىء من هذا القبيلفأنا متعب وقد خدمت روحى ما استطعت”
“أنا لا أعرف أمة أطالت الوقت فى الفروع الفقهية كأمتنا.. الوضوء مثلا، يمكن أن تتعلم فى دقيقتين، فما الذى يجعل فيه مئات الصفحات والكتب، بل والمجلدات، وتختلف المذاهب فيه؟ هذا شىء عجب! حتى أنى سميت الوضوء: 'علم تشريح الوضوء'! لاشك أن هذه المساحة التى أخذها البحث فى الفروع الصغيرة، كانت على حساب القضايا الكبيرة.”
“لماذا نحاول بأقصى قدر من عاطفتنا .. ربط كل شىء جميل بالحزن ربما كمحاولة هشة لشرح معاناتنا وجمالنا للآخرينأن تكون حزينًا لا يعنى بالضرورة أن تكون نبيلًاالحزن ليس هو النبل ..وليس هو الجمال فى أى صورةيخجلنى هذا .. يخجلنى أن أرى الكائنات التى دومًا تربط الأماكن التى أحب والموسيقى التى أحب والكلمات التى تمسنى برفق وأثر الكمنجة الذى يسكننى .. تربط كل ما من شأنه أن يجعل حياتى أجمل فى معناها .. ويجعلها أكثر انسانية .. بالحزنالحزن ضرورى لبلوغ الانسانية ولكن ..الحزن ليس هو الانسانية”