“إن اسلوب العيش التملكي اي السلوك الذي يتركز حول الملكية والربح, لا بد من أن يخلق الرغبة, بل الحاجة الى القوة, فمن اجل السيطرة على كائنات بشرية اخرى نحن بحاجة الى استخدام القوة لتحطيم مقاومتهم, ولاحكام قبضتنا على ما نملك من ممتلكات خاصة, نحن بحاجة لاستخادم القوة لحمايتها من اولئك الذين يمكن أن يأخذوها منا, لانهم مثلنا لا يمكن ان يقتنعوا بما عندهم, الرغبة في الحصول على الملكية الخاصة تولد الرغبة في استخدام العنف من اجل سرقة الآخرين بوسائل سافرة او خفية.وتكمن سعادة الشخص في السلوب التملك في تفوقه على الآخرين, وفي قوته, وهي -في التحليل الآخير- تكمن في قدرته على أن يغزو ويسرق ويقتل. أما في اسلوب الكينونة فإن السعادة هي المحبة والمشاركة والعطاء.”
“السعادة لا يمكن أن تكون في المال أو القوة أو السلطة بل هي في (( ماذا نفعل بالمال و القوة و السلطة)).”
“الشخص الحذر الاقتنائي يشعر بالأمان, غير انه بالضرورة يعيش في خطر كبير, فهو يعتمد في وجوده على ما يملك من مال ومكانة وحيثية, اي على شيء خارجه, فما الذي يبقى منه إن هو فقد ما يملك ؟ ذلك أن كل ما يملكه الإنسان أو يقتنيه يمكن أن يفقده. وغني عن الذكر أن الشخص إذا فقد ممتلكاته فإنه يفقد ايضا مكانته واصدقائه, كذلك يمكن في اي لحظة, طال الزمن ام قصر, ان يفقد حياته ذاتها.إذا كنت انا هو ما املك, ثم فقدت ما املك, فمن اكون ؟ لن يبقى سوى شاهد مهزوم متضائل مثير للشفقة .. شاهد على اسلوب حياة خاطئ. فحيث إني يمكن أن افقد ما املك فأنا بالضرورة في قلق وخوف دائمين من امكان حدوث هذا, انا في خوف من اللصوص والتقلبات الاقتصادية والثورات والامراض والموت, كذلك انا في خوف من الحب والحرية والتطور والتغير. وفي خوف من المجهول, هكذا دائما في خوف وقلق, اعاني من امراض الذعر والوسوسة المزمنة, ليس فقط من فقدان الصحة, وانما من فقدان اي شيء آخر املكه, هكذا اتحول الى كائن مشغول بالدفاع عن نفسه, موسوس وحيد تتملكني الحاجة لامتلاك مزيد من الاشياء التي انشد فيها مزيدا من الحماية.”
“إنه لا بد للمجتمعات اليوم من عقيدة، فخواء المجتمعات الغربية من العقيدة يجرفها دولة بعد دولة، و شعباً بعد شعب إلى هاوية المادية. و هذه المجتمعات الغربية لا تملك أن تدفع عن نفسها هذه الكارثة، لأنها تعتمد على القوة وحدها في دفع مذهب يصوغ نفسه في شكل عقيدة، أما نحن فإننا نملك.. إن لدينا فرصة ليست متاحة للغربيين. إننا نملك إقامة نظامنا الاجتماعي على أساس عقيدة أقوى و أشمل و أكمل، فمن الحمق إذن أن نفرط في هذه الفرصة تقليداً للمجتعات الغربية التي تترنح و في يدها القوى المادية بكل صنوفها، و نحن لا نملك إلا القليل من هذه القوى.”
“إذا كانت فراشة قادرة على التسبب في إعصار، لماذا لا يمكن للإنسان العادي أن يجعل من الصحراء جنة مزهرة؟ ولماذا لا يستطيع إنقاذ الآلاف من أطفال المستقبل؟ نحن الأناس العاديين نستطيع أن نكون مؤثرين فعلاً في ماذا يمكن أن يحدث في المستقبل. إن حيرتنا هي في أننا لا نعرف تماماً كيف نتأكد من أن تأثيرنا سيكون نحو الأفضل وليس نحو الأسوأ”
“الإنسان لا يُصلحه أن يحيا بحواسه فقط كما تزعم المادية: "الرغبة التي لا تتحقق تسبب الألم، والرغبة المحققة تولّد شعوراً بالإشباع". إن الرفاهية و ما يصاحبها من حالات عقلية تقلل،بل تقضي على الارتباط بأي نظام قيمي. والحضارة أبعد من ان تمنح لحياتنا معنى، إنما هي في الحقيقة جزء من الهُراء في وجودنا.”