“الإيمان الطويل الأمد هو بالنسبة إلي الفكر عاهة … لأن الفكر السليم هو الفكر المتحرك … و حركة الفكر معناها حرية شكه … و حرية الشك معناها حرية المراجعة للقيم و الأوضاع …”
“انضمام رجل الفكر إلي حزب من الأحزاب معناه تقيده و التزامه بتفكير الحزب … و هذا الإلتزام يناقض الحرية التي هي جوهر رسالته الفكرية … لأن التزامه بمذهب حزبه يحرمه مباشرة سلطة الفكر في المراقبة و المراجعة … هذه السلطة الحرة التي هي أساس مسئوليته الحقيقية … و هو بذلك إما أن يخضع و يرضخ لحزبه و ينزل راضياً مختاراً عن وظيفة رجل الفكر و يصبح رجل عمل … و إما أن يصر علي الصمود و الاحتفاظ بسلطة وظيفته الفكرية و يناقش أفكار حزبه و يطورها بمطلق الحرية التي تخولها له مسئولية رجل الفكر الحر و عندئذ سيجد نفسه مفصولاً عن الحزب و مطروداً أو مضطهداً …”
“الفكر الغوغائي هو هبوب ترابي .. غباري كريح الخماسين يملأ الجو و يعمي البصر .. و يحول دون فتح العيون …في حين أن "الفكر الديموقراطي" ريح صافية تسمح بالجدل و الأخذ و الرد و تنتج رأياً .. و إذا اشتدت الريح أحياناً و حدث تصادم في الآراء فإن ذلك يكون كاحتكاك حجر بحجر ينتج ضوءاً ينير جوانب المسألة …”
“إن عصرنا الراهن قد ابتكر طريقة يستطيع بيها رجل السلطان أن يُسكت رجل الفكر .. فهو اليوم لا يعذبه و لا يسجنه كما كان يفعل الحكام السابقون .. لكنه يستدرجه إلي حظيرة السياسة العملية فيلغي بذلك وجوده لأنك إذا أدمجت الفكر في العمل لم يعد فكراً … فواجب رجل الفكر إذن أن يحافظ علي كيان الفكر و أن يصون وجوده الذاتي حراً مستقلاً …”
“العمل إرادة تجمدت و تقيدت و التزمت بوضع خاص.فالاتزام إذن من صفات العمل.و الحرية من صفات الفكر.و الفكر الذي يلتزم ينقلب إلي عمل.و هذا بالظبط هو ما يحدث في الأحزاب السياسية و الاجتماعية .. فالبرنامج الحزبي أي المذهب تالسياسي أو الاجتماعي هو فكر تقيد -أي التزم- به الحزب.”
“قطبي الحياة هما الفكر و العمل …يجب أن يحتفظ كل منهما بقوته الذاتية في نظر المذهب التعادلي حتي يتم بينهما التوازن .. لأن هذا التوازن هو الذي يكبح جماح كل منهما و يحول دون طغيانه المفسد لكيان البشرية …”
“أخشى أن يتغلب عندنا التلقين و الحفظ فى أمور ديننا و دنيانا على الفكر و التفكير ...فى الوقت الضائع - توفيق الحكيم”