“خيبتنا الحقيقية فى عصرنا اننا بلا مقياس وبلا حدود و بلا ضابط وبلا رابط .. ندخل المعركة لا نطلق فيها اى طلقة و نسميها ام المعارك .. ندوخ دوخة الارملة ثم نعلن اننا كنا على موعد مع القدر .. ترتفع الاسعار كل يوم فى بلادنا لتصل لارقام فلكية ثم نعلن اننا دخلنا عصر الرخاء .. نأكل ضربا لا يأكله حرامى فى مولد و نصدر عملة عليها علامة الانتصار .. تقوم مظاهرة فى مدينة صغيرة فنضربها بمدافع الميدان ثم نتهم المشاركين فيها بالخيانة .. و نؤكد ان كل فرد فى المظاهرة حصل على عدة ملايين من الدولارات مع ان اغلب المشتركين فى المظاهرة ينامون من غير عشاء .. واى معارض لنا نتهمه بالخيانة و كل من يخالفنا الرأى جاسوس و كل من ليس معنا فهو ضدنا .. وليس فى الدنيا اصوب من احكامنا ولا احكم من قراراتنا ولا اشرف من اخلاقنا ولا اطهر من ارومتنا”
“من يخالفى فى الرأى و يحاورنى – و يجادلنى – أحترمه بشده و أقدره أيما تقدير فيكفيه أنه يؤمن بقضية و يستميت -و ينضال - فى الدفاع عنها و من أجلها و العار كل العار و الخزى كل الخزى فى هولاء – الصامتون – المتخاذلون فى الدفاع عن قضية من المفترض أنهم يؤمنون بها أما هولاء المتحولون و المتلونون ليس لنا عليهم سبيل فليذهبوا- إلى الجحيم - من حيث -آتوا أو - جاءوا غير مؤسف عليهم فهم لنا غير موجودون و حتى الخزى شرف لا يستحقوه و كثير عليهم العار فهم لا يرتقوا لإستحقاقه”
“و اذا كانت رحلتى الاولى الى لبيا فى ظل الملكية فاءن رحلاتى للبيا بعد ذلك تمت فى ظل الثورة .. و الغريب اننا نحن العرب نصنع نفس الاشياء فى ظل الانظمة المختلفة ...(و لذلك يخيل للعبد لله اننا نحن العرب لا نعرف غير نظام واحد للحكم ..و لكن نطلق عليه عدة اسماء) ..نظامنا العربى من واقع التجربة هو نظام كبير العيلة الجالس على الدكة”
“ كنت أحس بأن يد الله قد ألقت بى فى تجربة فى لحظة من لحظات تاريخ الرعب البشرى . لحظة أول رعب نووى بلا حرب تعيشه الإنسانية .و إنى لمؤتمن على هذه اللحظة - ككاتب - فى حدود طاقتى و المتاح لى ( لكونى أجنبياً ) , و من ثم رحت أتعرض لما لا يعلمه إلا الله و السلطات العليا السوفيتية من جرعات إشعاعية . لم أستطع البقاء فى غرفة مغلقة النوافذ حين كان الربيع الشهير فى كل الدنيا - " ربيع كييف " - يزدهر بتوحش .. يتأجج بخضرة كثيفة و زهور و طيور و ثمار شتى تحت مظلة من الرعب النووى المحقق . الرعب اللامرئى الذى كنت فى أعماق قلبى لا أخشاه , ربما لأننى لم أكن أحسه , و أكثر .. لأننى أوقن فى قرارة نفسى أننى ابن موت . واحد من بشر قصار العمر يحيون فى العالم الثالث المكروب , فى الجنوب المتهالك , حيث القاعدة هى الشقاء و الموت المبكر , أما الاستثناء فأن يسعد الناس و يعمرون .”
“على لسان "لونجين" معلم زنوبيا هناك حقائق ادق من ان يدركها العقل فى تحليله و تعليله .هناك معان يدركها القلب وحده ، و لا يستطيع العلم ان يكشف عنها. و هذه الحقائق تبدو للانسان احيانا فى لحظات من التجلى ،ثم لا تلبث ان تدق عن ادراكه الكثيف . و لقد بدا لى شىء من هذه اللمحات فى مدة مرضى ،و انى اليوم انطق بصدى ما احسسته عند ذلك”
“لا قيمة للإنسان فى الحياة إلا بما يعرفه و بما تعكسه عليه هه المعرفة من فهم للحياة و من سعة أفق فى التعامل مع الآخرين و من رقة فى المعاملة و حسن المعاشرة ،،،”