“ذلك أن استمرار الشعور بالألم و تكرار الصدمات ، الواحده بعد الاخرى ، لابد أن يصيب المرء بشئ كالتبلد و فقدان الاحساس بالتدريج ، كوسيله لوقاية النفس من الانهيار التام ، و هو مابدأت ألاحظه على وجوه الناس فى الطريق ، وفى وسائل المواصلات العام ، و غلى الكتابات الصحفيه أيضا . شيئا فشيئا يبدو المصريون وكأنهم استسلموا لفكرة " لا شئ يهم "، "ولم يعد هناك مايمكن عمله" ، ولم تعد هناك فائده”
“إن أسوأ شئ أن يكون المرء جبانا و يدعى الرجولة .. كن جبانا إن لم يكن هناك بد ، و لكن لا تضلل من تحب فتجرحه مرتين”
“فحينما أحـــــب أشعر أن دماء جديدة تتدفق فى عروقى ..و أننى أكبـــــر من همومى ..ولهذا تصغر الأشيــ...ـــاء فى عينى فأرى كل شئ على حقيقته .. أرى الكبير كبيرا .. و الصغير صغيرا .. و أرى فى نفسى أشياء لا أجدها فى الناس ..صدق الإحســــــــــاس .. و غنى النفس .. و الإقبــــــــال على الحياة ...”
“كنت و لا أزال أعتقد أن من أهم أسباب ضعفنا إزاء اسرئيل , أن الشعب و الحكومة هناك يتصرفان ككيان واحد , لهما نفس الأهداف و الطموحات , و تحركهما نفس المشاعر , بينما الأمر عندنا على العكس من ذلك ، فنادرا ما تتحد أهداف الحكومة و أهداف الناس , و هما فى معظم الأحيان كيانان متنافران , لكل منهما طموحاته و حساباته , بل كثيراً ماتكون أفراح الحكومة هى أشجان الناس , و العكس بالعكس .”
“و لأنى حمقرى ( مزيج من الحمار و العبقرى ) فقد كنت أظن أن كل رجل ضاحك رجل هلّاس .. ولأنى حمقرى كنت أرفع شعاراً حمقرياً " أنا أضحك إذاً أنا سعيد " , و بعد فترة طويلة من الزمان اكتشفت أن العكس هو الصحيح , و اكتشفت أن كل رجل ضاحك رجل بائس , و أنه مقابل كل ضحكة تقرقع على لسانه تقرقع مأساة داخل أحشائه .. و أنه مقابل كل ضحكة ترتسم على شفتيه تنحدر دمعة داخل قلبه .. و لكن هناك حزن هلفوت و هناك أيضاً حزن مقدس .. و صاحب الحزن الهلفوت يحمله على رأسه و يدور به على الناس .. التقطيبة على الجبين , و الرعشة فى أرنبة الأنف و الدمعة على الخدين .. يالاللى!! و هو يدور بها على خلق الله ليبيع لهم أحزانه , و هو بعد فترة يكون قد باع رصيده من الأحزان و تخفف , و يفارقه الحزن و تبقى آثاره على الوجه , اكسسواراً يرتديه الحزين الهلفوت و يسترزق.”
“هناك وجوه تنطفىء داخل الذاكرة بسرعة و هناك وجوه لا ننساها أبداً، وجوه الناس الذين نحبهم لأول مرة بصدق و يؤذوننا بعمق، الاشياء العادية وحدها تُنسى.”