“كان يعذبنى سخطى على نفسى، وكنت آسفا على حياتى التى كانت تمضى بهذه السرعة وعلى هذا النحو غير الممتع، فرحت أفكر فى أنه من الخير لو استطعت أن أنزع من صدرى قلبى الذى أصبح ثقيلا هكذا.”
“و الآن ماذا أفعل بنفسى التى تفتحت فشربت من حقيقة مقتله حتى أترعت ؟ ماذا أفعل أنا الذى لم أعد مثلما كنت ؟ ماذا أفعل بكل الذى دخلت فيه و رأيته فحفر قلبى وباطنى ونفسى ؟ وماذا أفعل بهذه الحقيقة المرة التى تأكدت لى ؟هل أغرقها فى نفسى وطياتها و أقفز من فوق هذه الهوة الهائلة التى تفصلنى عنى أنا القديم ؟أم أترك نفسى تغرق فى مرارة حزن هذا الفهم المفجع ؟وهل تبقى فى نفسى طيات تحتمل أن تطوى شيئاً من بعد ما رأيت ؟”
“لك كل الحق ألا تصدقنى, ولكن هذه هى الحقيقة . أنا لم أفعل شيئا فى حياتى سوى من أجل أن أشعر بالرضا والسعادة. لم أشعر مطلقا بالواجب تجاه أى شخص سوى نفسى...,ولم أبذل أى شيىء مهما كان صغيرا لمخلوق بوازع أننى أساعده بل فقط لأن هذا كان ببساطة شديدة يريحنى ويشعرنى بأننى أفعل مايمليه علي ربى ... وهذا كان الشىء الوحيد الذى يحافظ على سلامتى العقلية فى هذة الدنيا التى أصبح كل سيىء فيها مختل”
“تملأ كل حياتى .. اتعنى باسمها فى كل آونة واهتف به واردده فى خشوع كالأدعية والتراتيل… وكثيراً ما كانت عيناي تغرورقان بدموع لا افهم لها معنى … وكان يمتلكنى فى بعض الاحيان شعور بأن سيلا جارفاً من الحياة الحارة ينبثق من قلبى ويفيض على جوانبه فيملأ دفؤه صدرى … وما كنت اسمح لتفكيرى أن يذهب بعيداً , وهل سأنعم بالحديث إليها ؟ … وما سيدور بيننا ؟ … وكيفية التعبير لها عن حبى , وما يعتلج فى نفسى حيالها من شعور جارف وعواطف ملتهبة . لقد كانت تطغى على كل تفكيرى , وكان جسدى اشبه بآلة موسيقية تجرى عليها اصابع سحرية بألحان من اسمها وكلماتها وبسماتها”
“هناك قلب شيخ فى صدرى ........ من الشيخ تعس الحظ الذى أخذ قلبى الشاب؟”
“دائما ما أفكر في إن كنت أستحق فعلا كل هذا الكم من الهم والقهر .. أفكر في إن كان الله يعاقبني على شئ لا أفهمه بل على أشياء لا أفهمها ، لكنني لا أفهم ، فكيف أقر بما لا أفهمه .. ! ..أشعر أحيانا أن الله لن يعاقبني على تصرفاتي فحسب ، أشعر أحيانا أنه سيعاقبني على أفكاري وعلى مشاعري وعلى ما أحب وما لا أحب .. لكن الله أعدل من هذا ، فلما تخالجني هذه المشاعر أحيانا .. ! ..”