“فإن بلاء الدين بدأ يوم تحوّل طقوساً و تلاوات ، وانقطع عن ملاحقة العمران ، والهيمنة على البواعث والغايات في أعمال الإنسان .”
“بلاء الدين بدأ يوم أن تحولَ إلى طقوس و تلاوات”
“إن الإنسان كائن أخلاقي بطبعه ، أي أن أعماله تحمل معها (( قيمة )) خلقية ، بصرف النظر عن كون هذه القيمة في اعتبار الإنسان بعينه صحيحة أم خاطئة. إنما تستمد أعمال الإنسان قيمة خلقية من كون أن له طريقين اثنين لا طريقًا واحدًا - غريزيًا - كالحيوان، و له القدرة على معرفة الطريقين و اختيار أحدهما”
“إذا غاب الضمير والخوف من الله وأُسيء فهم الدين تنتشر الممارسات الخاطئة في كلّ مكان ومجال، ويفرّغ الدين من معانيه العظيمة، بل يصبح طقوساً وحركات تؤدى في أماكن وأوقات معينة دون أن يكون له أثر في تهذيب سلوك الإنسان وتعامله مع الآخر، وفي زرع قيم تحث على الإستقامة وتحارب الغش والكذب.”
“و الفساد السياسي في العالم الإسلامي ايتمد على رجال دين باعوا ذممهم للشيطان ، و هذا بلاء قديم حاربه الأئمة الواعون و الدعاة الصادقون ، فإن شهوة الملق عند شيخ منافق أوغل في الفساد من شهوة الزنا عند شاب طائش”
“يكون أعداء الإنسان أهل بيته. هل أنت مُنتبه إلى عُمق هذه العبارة يا فراي فارغاس؟ الأهل أي لحم الإنسان و دمُه. لأنهم يستيقظون ذات يوم وقد أصبحوا مُختلفين. لأنّ أحد الأطفال يُعبّر ذات يوم عن رغبته في أن يكون شاعرا في عالم يعتبر الشعر بدعة و عيبا. لأنّ بشرا رُبيّ طيلة حياته على العبوديّة يجرؤ ذات يوم على المُجاهرة برفضه. لأنّ شيخا هرما يُعلن بأنه يرى الجمال و التسامح حيث لا يرى مُحيطه إلّا القُبح والخطيئة.رفع قبضته في اتجاه السماء و قال: ليلعن الربّ كلّ نظام قائم.”