“ﻭﺍﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺍﺟﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺑﻪ. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺰﺃ٬ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮء ﺧﺴﻴﺴﺎ ﻣﻊ ﻗﻮﻡ٬ ﻛﺮﻳﻤﺎ ﻣﻊ ﺁﺧﺮﻳﻦ. ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﻬﺪ٬ ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺧﻴﺮﺍ ﻓﺈﻗﺮﺍﺭﻩ ﺣﺘﻢ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ٬ ﻭﻓﻰ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ"ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻓﻰ ﺣﻠﻒ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ـ : ” ﻟﻮ ﺩُﻋﻴﺖُ ﺑﻪ ﻓﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻷﺟﺒﺖُ ”. ﻭﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻤﻖ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻳﻘﻮﻝ: ”ﺃﻳﻤﺎ ﺭﺟﻞ ﺃﻣﻦ ﺭﺟﻼ ﻋﻠﻰ ﺩﻣﻪ٬ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﻪ٬ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﺮﻯء٬ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ﻛﺎﻓﺮ“ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺳﻢ٬ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﻳﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺣﻖ ﺍﻟﻮﻓﺎء٬ ﻭﻳﻀﻨﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻨﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ٬ ﻭﻳﺤﺴﺒﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻭﺣﺪﻫﻢ ”ﺃﺑﻨﺎء ﷲ ﻭﺃﺣﺒﺎﺅﻩ ” ﻭﺃﻥ ﷲ ﺟﻌﻞ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺃﻣﺎﻧﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻘﻂ٬ ﺗﺮﻯ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺪﻓﻊ ـ ﺑﺤﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ـ ﻋﻤﻦ ﻣﻨﺤﻬﻢ ﺫﻣﺘﻪ ﻭﺃﺩﺧﻠﻬﻢ ﻓﻰ ﻋﻘﺪﻩ٬ ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻟﻪ ﻣﻐﺰﺍﻩ: ”ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻻ ﺗﺤﻠﻮﺍ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﷲ ﻭﻻ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﻻ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﻭﻻ ﺍﻟﻘﻼﺋﺪ ﻭﻻ ﺁﻣﻴﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﻓﻀﻼ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﺭﺿﻮﺍﻧﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺣﻠﻠﺘﻢ ﻓﺎﺻﻄﺎﺩﻭﺍ ﻭﻻ ﻳﺠﺮﻣﻨﻜﻢ ﺷﻨﺂﻥ ﻗﻮﻡ ﺃﻥ ﺻﺪﻭﻛﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺪﻭﺍ ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻻ ﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ“. ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺻﻮﺭﺕ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ٬ ﻭﺗﻤﺸﺖ ﻣﻊ ﻣﺰﺍﻋﻤﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻭﺛﻨﻴﻮﻥ٬ ﻓﺎﻋﺘﺒﺮﺗﻬﻢ ﻃﻼﺏ ﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﷲ ﻭﺭﺿﻮﺍﻥ٬ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ـ ﻣﻬﻤﺎ ﻗﻮﻭﺍ ـ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ٬ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ؟.”