“تكون الفرد المسلم تكوناً صحيحاً منذ ابتداء الدعوة الإسلامية في مكة المكرمة، ثم كان تلاقي الأفراد عند الهجرة على ما يؤلف بينهم من العوامل المتقاربة، فبرز المجتمع الإسلامي .. ولم يكن لهذا المجتمع أول تألفه، ثقافة ولا حضارة، ثم إن الدين بأوضاعه الذهنية والخارجية، هو الذي فتح له باب الاتصال بالمعارف ليتلقاها، ويؤلف بينها، ويجدد وضعها، فتمهدت له بذلك السبيل إلى ثقافته، حتى أبرز من روائعها الخالدات، فلولا التكون الفردي المكي، والتكون الاجتماعي المدني، لما كانت آثار الحضارة التي تبدت في دمشق، أو بغداد، أو القيروان، أو قرطبة، أو سمرقند.”

محمد الفاضل بن عاشور

Explore This Quote Further

Quote by محمد الفاضل بن عاشور: “تكون الفرد المسلم تكوناً صحيحاً منذ ابتداء الدعوة … - Image 1

Similar quotes

“الاختلاف في الحقيقة الواحدة، إن كثر، دلّ على بعد إدراك جملتها، ثمّ هو إن رجع لأصل واحد، يتضمن جملة ما قيل فيها كانت العبارة عنه بحسب ما فهم منه، وجملة الأقوال واقعة على تفاصيله. واعتبار كلّ واحد له على حسب مثاله منه علماً، أو عملاً، أو حالاً، أو ذوقاً، أو غير ذلك. والاختلاف في التصوف من ذلك، فمن ثمّ ألحق الحافظ أبو نعيم رحمه الله بغالب أهل حليته عند تحليته كلّ شخص، قولاً من أقوالهم يناسب حاله قائلاً: وقيل إنّ التصوف كذا. فأشعر أن من له نصيب من صدق التوجه، له نصيب من التصوف، وأن تصوف كلّ أحد صدق توجهه، فافهم.”


“يوم أن قال عقيل أخو علي بن أبي طالب:" إن صلاتي مع علي أقوم، وطعامي عند معاوية أدسم".إن هذه الحياة النفسية المنقسمة بين الطعام والصلاة كان من أعراض الصراع بين الفكرة والشيء، وقد واصل هذا الصراع طريقه منذ ذلك الوقت. وعندما فكر الغزالي بعد مضي أربعة قرون أن يجدد في العلاقة الدينية بين المجتمع المسلم والعالم الثقافي كان الآوان قد فات، فقد كانت المرحلة الثالثة من الحضارة قد بدأت، ولم يكن بمقدور المجتمع الإسلامي إلا أن يواصل انحدراه حتى يصل إلى عصر ما بعد الموحدين، ولم يكن بمقدوره وهو يسترسل في المنحدر المشؤوم أن يسترد توازنه الأصلي.”


“الإعلام له أجندته الخاصة في الوقت الحالي؛ لأنه يريد تشكيل العالم، وليس العالم أو فكر قادته هو الذي يشكِّل التغطية الإعلامية. إن ما تراه وسائل الإعلام أو ما تعتبره صحيحاً للعالم، هو الذي تعتدُّ به الآن وتأخذه في الحسبان.”


“ما الذي استوقفه إذن ؟شيء ما في عينيها أو وجهها أو كلها يفتح لك باباً فتدخل من الظلام إلى النور ، أو تخرج من عتمة سجنك إلى الفضاء الرحب ، وتتعجب لأنك لم تع أبداًوجود ذلك الباب الموصد عليك .. فما الذي حدث ؟ هل تكون البنت من بنات الغجر التي يسحرن عقول الرجال فتملأ رؤسهم التهيؤات ؟”


“عاد لي ابني من أول درس في روضة أطفال غربية ليحدثني عن أن الدرس الأول كان :(كيف تتعامل مع الكتاب ؟) فقلت له : للأسف يابني ، في بلاد العرب من شرقها إلى غربها ، من روضاتها إلى جامعاتها ، لن تسمع عن درس كهذا. وبعد زمن، دخل هو نفسه الى مدرسة عربية ،فعاد ليشرح لي طرق التغلب على ( العين) و( العيانين ) كما شرحها له أستاذه ، وأول هذه الخطوات أن تحصل على نوى التمر الذي أكله الضيف ثم تغسله وتغتسل بالماء أو تشربه ، فإن لم يكن الضيف قد أكل تمرا ولكنه شرب قهوة أو شايا أو ماء فعليك أن تغسل الأكواب التي شرب منها ثم تغتسل بهذه البقايا ، فإن لم يكن أكل الضيف تمرا ولاشرب قهوة أو ماء ولاشايا فما الحل ؟ آتعجب من سيطرة الأوهام أو هيمنة العقل الخرافي على الحياة اليومية ؟ أم تعجب من ثقافة اتهام الضيف ؟ أم تستغرب انحطاط الخلق ؟ ... وزاد الناس في السحر كما زادوا وبالغوا في العين ، فحديث العين حق رُكب عليه باطل طويل وشروح واحتمالات لانهاية لها ، ويقبلونها ولايقبلون نداءات إصلاح هم أحوج إليه من تلك الخرافات في العلاجات .”


“إن من أبرز أساليب الإعداد للحرب الأهلية إقناع كل طرف أن الطرف الآخر، أو الأطراف الأخرى، خطر على الوطن أو الدين أو المجتمع.”