“ليس كلُّ ما يُعرف يقال، وأهل الشَّريعة والحقيقة مأمورون أن يخاطبوا النَّاس على قدر عقولهم؛ لئلاَّ يقع منهم تكذيبٌ لبعض الحقِّ الَّذي لا تدركه عقولهم وأفهامهم، ومثِّل ذلك بقول الشَّاعر:شَرِبْنا شَرابًا طَيِّبًا عِنْدَ طَيِّبٍ كَذاكَ شرابُ الطَّيِّبِينَ يَطِيبُ شَرِبْنا وَأَهْرَقْنا عَلَى الأَرْضِ فَضْلَهُ وَلِلأَرْضِ مِنْ كأسِ الكِرامِ نَصِيبُ فليس كلُّ الشَّراب يُشرَب، ولكن يُراق بعضه أحيانًا.”
“ذهب سعد وراح نعيم يتأمل ذلك الأمر العجيب بإغلاق الحمامات. أن يقاتلك عدوك مفهوم، ولكن ما الحكمة في إغلاق حمام أو إجبار الأهالي على التنصر؟ القشتاليون قوم غريبون مختالو العقول على ما يبدو، ولكن ما السبب في اختلال عقولهم؟ ألم تلدهم امهاتهم أطفال أصحاء عاديين مثل باقي الخلق؟ كيف تفسد عقولهم فيأتون بهذه الأفعال الغريبة؟ فكر نعيم في ذلك ولم يجد إجابة إجابة شافية. لعله البرد القارس في الشمال يجمد جزءا من رؤوسهم فلا يسري الدم فيه فيموت أو يفسد، أو ربما هو لحم الخنزير الذي يصرفون في أكله فيصيبهم بالخبل؟”
“نحن هل نحن في الوجود سوى الجهلِمصُوغاً في صورة الانسانِ؟كلُّ ما في الأكوانِ يحكمنا ماذاإذنْ سرُّ ذلك الطُغيانِ”
“قلوبهم تنبض فينقادون لها ...ولكن الحماقة تصُم آذانهم عن نبضات عقولهم”
“إن أسوأ ما يعترى الفرائض المكتوبة والعبادات الرتيبة أن يؤديها المكلَفون وهو فى شبه غيبوبة ! لا تلاحق عقولهم معانيها , ولا تحصِل نفوسهم حكمتها !”
“الإطار الفكري قيد لاشعوري موضوع على عقولهم من حيث لا يحسون به.فهو بهذا الاعتبار كالضغط الجوي الذي نحتمل ثقله الهائل على أجسادنا دون أن نحس به”