“ريشةٌ قالتْ :ولِدتُ مع الرِّياحِ ؛و لمْ أكُنْ مهتمَّةً جدًّا بما حولي ..و لكنِّي انتبهتُ لرجفةِ العُصفورِ يومًا ،و انفلتُّ !فقالَ عُصفورٌ : رأيتُكِ ؛ إنَّما لمْ أقتربْ إلاَّ لأقرأَ شكلَ قائمةِ السِّيولةِ في قصيدةِ شاعرٍ يبكي ، لأنِّي لمْ أُقِمْ إلاَّ على غُصنٍ شفيفِ الأغنياتِ ، و لمْ أفكرْ بالبقاءِ مُطوَّلاً قُربَ الحَمَامِ !الغُصنُ قالَ : جديرةٌ تلكَ الحمامةُ بالغناءِ مطوَّلاً ..”
“هَلاَّ غفرتِ لجُرأةِ القُرصَانِ ؟لمْ يقرأْ كتابًا عنْ وجوبِ الموتِ حُبًّا ،لمْ يعالِجْ بالقصيدةِ جمرتيْكِ ،و لمْ يعِشْ عُمرًا طويلاً كيْ يتوبَ لرأفةِ الـْ ...قالتْ : و أنتَ لمنْ ستغفِرُ ؟قلتُ : للقُرصانِ أيضًا !”
“فانهض إلى صهواتِ المجدِ معتلياً فالبازُ لمْ يأوِ إلاَّ عاليَ القللِ”
“لمْ أقُلْ للنَّهدِ يومًا ؛كم سئِمنا من : مواعيدِ الخُزامى | و ارتباكِ الهِندباءِ | و محنةِ التُّوليبِ | أقدارِ البنفسجِ | و انتباهِ اللَّيلَكِ الحسَّاسِ | ميراثِ الشَّقائقِ ،كم بَذلنا من قوامِ الخَمْرِ كي تمشي القصائدُ في دلالٍ ،كم نقشنا للخيالِ مكائدَ الحِنَّاءِ .قُلتُ لغايتي : كوني !فشاءَتْ أنْ تكونَ ...”
“إنّ العُيُونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ، قتلننا ثمَّ لمْ يحيينَ قتلانايَصرَعنَ ذا اللُّبّ حتى لا حَرَاكَ بهِ، و هنَّ أضعفُ خلقْ اللهِ أركانا”
“الحاكم الصالحوصفوا لي حاكماًلم يَقترفْ ، منذُ زمانٍ ،فِتنةً أو مذبحهْ !لمْ يُكَذِّبْ !لمْ يَخُنْ!لم يُطلقِ النَّار على مَنْ ذمَّهُ !لم يَنْثُرِ المال على من مَدَحَهْ !لم يضع فوق فَمٍ دبّابةً!لم يَزرعْ تحتَ ضميرٍ كاسِحَهْ!لمْ يَجُرْ!لمْ يَضطَرِبْ !لمْ يختبئْ منْ شعبهِخلفَ جبالِ ألا سلحهْ !هُوَ شَعبيٌّومأواهُ بسيطٌمِثْلُ مَأوى الطَّبقاتِ الكادِحَةْ !زُرتُ مأواهُ البسيطَ البارِحةْ... وَقَرأتُ الفاتِحَةْ !”