“ريشةٌ قالتْ :ولِدتُ مع الرِّياحِ ؛و لمْ أكُنْ مهتمَّةً جدًّا بما حولي ..و لكنِّي انتبهتُ لرجفةِ العُصفورِ يومًا ،و انفلتُّ !فقالَ عُصفورٌ : رأيتُكِ ؛ إنَّما لمْ أقتربْ إلاَّ لأقرأَ شكلَ قائمةِ السِّيولةِ في قصيدةِ شاعرٍ يبكي ، لأنِّي لمْ أُقِمْ إلاَّ على غُصنٍ شفيفِ الأغنياتِ ، و لمْ أفكرْ بالبقاءِ مُطوَّلاً قُربَ الحَمَامِ !الغُصنُ قالَ : جديرةٌ تلكَ الحمامةُ بالغناءِ مطوَّلاً ..”
“هَلاَّ غفرتِ لجُرأةِ القُرصَانِ ؟لمْ يقرأْ كتابًا عنْ وجوبِ الموتِ حُبًّا ،لمْ يعالِجْ بالقصيدةِ جمرتيْكِ ،و لمْ يعِشْ عُمرًا طويلاً كيْ يتوبَ لرأفةِ الـْ ...قالتْ : و أنتَ لمنْ ستغفِرُ ؟قلتُ : للقُرصانِ أيضًا !”
“لمْ أقُلْ للنَّهدِ يومًا ؛كم سئِمنا من : مواعيدِ الخُزامى | و ارتباكِ الهِندباءِ | و محنةِ التُّوليبِ | أقدارِ البنفسجِ | و انتباهِ اللَّيلَكِ الحسَّاسِ | ميراثِ الشَّقائقِ ،كم بَذلنا من قوامِ الخَمْرِ كي تمشي القصائدُ في دلالٍ ،كم نقشنا للخيالِ مكائدَ الحِنَّاءِ .قُلتُ لغايتي : كوني !فشاءَتْ أنْ تكونَ ...”
“- و أنتَ ماذا ؟- لستُ أدري ؛ غيرَ أنّ اللهَ ...- ماذا اللهُ ؟- حزني .- و السّما ؟- أُمّي .- و قلبُكَ ؟- قد غوى ؛ ألقى إليهِ الوهمُ قولاً .- و السُّدى ؟- وطنٌ كبيتٍ للدّعارةِ .- و النّوى ؟- ولدٌ غريبٌ لمْ تصادفْه الغريبةُ .- و الطّوى ؟- نزقُ الكَليمِ .- الماءُ ؟- إبهامي يجسُّ – بلا اعتدالٍ – سرَّها .- و السرُّ ؟- رفقٌ بالذّيوعِ .”
“أضيئي ؛لنُصغي إلى ما يقولُ الهوى و اليدانِ ،و كيفَ يُجنُّ الحنينُ و ماؤهُ و العاشقانِ ،لأكملَ هذا اللُّهاثَ النَّبيلَ ،لأضفرَني في مجازِ الجديلةْ ،لأنَّكِ جدًّا .. و قلبي امتلأْ !”
“أنا جراحُكَ و الخرابُ ؛و غيمةٌ نطفَتْ نَدى ..و أنا نحيبُكَ و الصَّدى .أنا ربُّ هذا النّسْلِ ؛ أبنائي دَمي ،و أنا فمٌ يشتاقُ أعطرَ مَلثمِ ..قالَ الذي في الحُلمِ داهمَني ؛ و غابْ !”
“و لكِ ارتعاشُ (اللَّوزِ) ؛لو طفلٌ - بحجميَ - راودَ الأثمارَ في عبثٍ ..أساءَ بحضرةِ (اللَّوزِ) الأَدبْ . و ليَ الإهابُ ؛أسومُهُ و يسومُني ،كي ينهضَ التُّفَّاحُ في ثوبِ الجَوادِ ،و تركُضَ اللَّثَماتُ في جسدي ..على سِرِّ الخَبَبْ .”