“أيةُ هفوةٍ حزينة كانت تلك؟ فكر دروغو، ربما الأمر هكذا، إنّنا نفكر أنه تحيط بنا مخلوقات شبيهةٌ بنا، على العكس ليس ثمة سوى الجليد والأحجار التي تتكلم لغةً غريبةً، ما نكاد نرفع أيدينا، لنسلّم على صديق حتى تهوي، وتنطفئ الابتسامة على الأفواه، لأننا ننتبه إلى أننا وحيدون بشكلٍ كامل”
“كانت تنهشهما الحيرة في هذه الليلة اللانهائية، وهما دروغو وترونك مستندان الى الحاجز وقد سمّرا أعينهما نحو العمق، هناك حيث يبدأ سهل التتار، على حين بدت البقعة الغامضة ثابتة في مكانها كأنها تغفو مضطجعة، ثم رويداً رويداً أخذ يتملك دروغو شعور أن هذا مجرد لا شيء. إنه مجرد جلمود يشبه راهبة، وأن عينيه مخدوعتان، إنه مجرد تعب، وهمٌ أخرق. ها هي ذي ظلال مرارة كثيفة تلامسه. بالضبط كما يحدث عندما تمرّ بنا ساعات القدر دون أن تمسنا، ومن ثم يضيع صخبها بعيداً عنّا، على حين نبقى نحن وحيدين، تائهين في لجة بعض الأوراق اليابسة، نجتر حسرة تلك الفرصة الضائعة”
“نحن يا صديقتي نرحل عن القلوب التي تُوشك أن تتعلق بنا لأننا يوماً ذُقنا طعم الخذلان المُرِّ فنَخشى على قلوبهم أن تَذوق منا ما ذُقناه من غيرهم !”
“نتخيل أننا نملك القدرة على الحب وعندما يضيق بنا القلب نوسعه قليلاً مثل حقيبة الغريب ولو أدى بنا ذلك إلى تمذيقه بعض الشئ ليستوعب قدراً آخر ومزيد من الأوهام”
“بريئة تلك الابتسامة التي ترتسم على شفاهي عندما تعلن ولادتها أنت ♥ !”
“الحياة رحلة تعرف على الله وسوف يؤدي بنا التعرف على الله وكمالاته إلى عبادته .. هكذا بالفطرة ودون مجهود، وهل نحتاج إلى مجهود لنعبد الجميلة حبا ..إنما تتكفل بذلك الفطرة التي تجعلنا نذوب لحظة التطلع إلى وجهها، فما بالنا لحظة التعرف على جامع الكمالات والذي هو نبع الجمال كله .. إننا نفنى حبّا.”
“لأننا نخاف البوليس والجيش والإنجليز والأمريكان والظاهر والباطن، فقد انتهى بنا الأمر إلى ألا نخاف شيئاً.”