“القلب، جوهر نوراني عجيب، ذو جهتين، ينظر بالأولى إلى عالم الأرواح دائماً، وبالأخرى إلى عالم الأجسام . فإن كان الجسم قد انقاد لأمر الروح ضمن الأوامر الشرعية الموحِّدة، فالقلب يحمل الفيوضات التي أخذها بواسطة عالم الأرواح إلى البدن والجسم، فيثير فيه نسائم السكينة والاطمئنان .القلب، موضع نظر الله سبحانه كما عبر عنه القدماء. بمعنى أن الله سبحانه ينظر إلى قلب الإنسان ويجري معاملته معه وفق قلبه كما جاء في الحديث الشريف " ...ولكن ينظر إلى قلوبكم " ذلك لأن القلب كالقلعة الحصينة لكثير من المزايا الحياتية للإنسان كالعقل والمعرفة والعلم والنية والإيمان والحكمة والقربة، فإن كان القلب حياً قائماً، فهذه المشاعر تكون حية أيضاً، وإن خرب وانهدّ ببعض المهلكات تعسّر دوام حياتية هذه اللطائف الإنسانية. وقد لفت الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- الأنظار إلى مكانة القلب في جسم الإنسان وأهميته بقوله: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) .”
“إذا تكون الران في القلب وإذا تكاثفتت سحب المعصية والذنوب على القلب، حجبت هذه السحب الكثيفة المظلمة نور الإيمان في القلوب، فإن تاب العبد إلى علام الغيوب وعاد إلى الله – جل وعلا – ورجع انقشعت تلك السحب أنقشعت سحب المعصية بماذا؟ بالتوبة يرجع الإيمان في القلب إلى حالته من النور والإشراق.”
“العبد مأمور أن ينظر إلى من دونه في المال والجاه والعافية ونحوها، لا إلى من فوقه؛ فإنه أجدرُ أن لا يزدريَ نعمة الله عليه، وكذلك إذا ابتلي ببلية فليحمد الله أن لم تكن أعظم من ذلك، وليشكر الله أن كانت في بدنه أو ماله لا في دينه، وصاحب هذه الحال مطمئن القلب، مستريح النفس، صبور شكور”
“إن الله خلق القلوب قبل الأجساد بسبعة آلاف عام, وحفظها في مقام قربه. وخلق الأرواح قبل القلوب بسبعة ألاف عام, وحفظها في جنة الأنس به. وخلق الألباب قبل الأرواح بسبعة آلاف عام, وحفظها في مقام الوصل به. ثم حبس اللب في الروح, والروح في القلب, والقلب في الجسد. ثم اختبرها وأرسل الرسل, فبدأ كل منها في البحث عن مقامه الخاص. فانشغل الجسد بالصلاة, ووصل القلب إلى الحب, وبلغت الروح القرب من الرب. ووجد اللب استقراره في الوصل بالله.”
“يقول عبد الله بن مسعود : تفقد قلبك فى ثلاثة مواطن عند سماع القرآن وفى مجالس الذكر والعلم وفى وقت الخلوة بينك وبين ربك ، فأن لم تجد قلبك فى هذه المواطن فابحث عن قلبك فانه لا قلب لك !! فإن القلب يمرض والإنسان لا يدرى وإن القلب يموت والإنسان لا يدرى. إن الإنسان إذا مرض قلبه بمرض من الأمراض العضوية أسرعنا إلى الأطباء وهذه فطرة لكن القلب قد يمرض بالشهوات وقد يموت بالمعاصي والملذات وصاحبه لا يدرى على الإطلاق !!!”
“أحبب أولياء الله ليحبوك، فأن الله ينظر إلى قلوب أوليائه، فلعله أن ينظر إلى اسمك في قلب وليه، فيغفر لك.”