“إننا كثيراً ما نصور القلق على أنه مرض نفسي –وهو كذلك حين يتجاوز حدوداً معينة- لكن يختلف الأمر حين نتذكر أن الطمأنينة كثيراً ما تكون زائفة ومبنية على معطيات موهومة ، وهي حينئذ تكون أخطر من القلق وأشد فتكاً بوجود الإنسان ولذا : فإن بعض صور القلق، ولاسيما (القلق المعرفي) تكون ضرورية لتوازن الشخصية وللوعي بالمصير وتدارك الأخطار قبل فوات الأوان.”
“شعور القلق من الموت ما هو إلا شعور قلق على الحياة”
“إن خير ما يتاح لأبناء الفناء أن يقلقوا ويضحكوا من القلق بعد فواته فيأخذوا الدنيا طبيعية فنية على هذا المنوال: طبيعية حين يعيشونها ويقلقون بشواغلها، وفنية حين ينظرون إليها على البعد بعد ذلك كما ينظرون إلى روايات الخيال.”
“هزت الآنسة ماربل رأسها نفياً ثم قالت :" لا، لا، أظن أن هذا طبيعي للغاية . تستحق الحياة أن نحياها ، تصبح أكثر جاذبية عندما تكون قريباً من أن تخسرها . ربما لا يجب أن يكون الأمر هكذا، ولكنه كذلك . عندما تكون شاباً وقوياً ومفعماً بالصحة وتمتد الحياة أمام ناظريك، في هذا الوقت لا تكون الحياة مهمة على الإطلاق. إن الشباب هم من يقدمون على الإنتحار بسهولة، بسبب اليأس من الحب، وفي بعض الأحيان بسبب مجرد القلق والحيرة. ولكن كبار السن هم من يعرفون قيمة الحياة ومدى متعتها ”
“لا داعي للقلق. ربما من الأفضل أن نوفر الجهد حتى يحدث ما يستوجب القلق، لأن قلقنا في معظم الأحيان لا أساس له... أو هذا على الأقل ما أحاول إقناع نفسي به...”
“فليعبّ كل ملهوف من قدح القلق ما شاء”