“جنازتيهل ستخرج من باحة الدار ؟و كيف ستنزلوني من الطابق الثالثفالمصعد لا يسع التابوتو الدرج ضيق ؟.ربما كانت الشمس تغمر الباحةو الحمام , فيها , كثيرو ربما كان الثلج يتساقطو الأطفال يهللونو قد يكون المطر مدراراًعلى الأسفلت المبللو في باحة الدارصناديق القمامةكما كل يومو إذا ما حمل جثماني , حسب العادةمكشوف الوجه فوق شاحنةفقد يسقط على شيء من الحمام الطائرفيكون ذلك بشارة خيرو سواء جاءت الموسيقى أم لافالأطفال سيأتونإنهم مولعون بالجنازاتو حين يمضون بيسترنو إلى نافذة المطبخ من وراءو من الشرفاتحيث الغسيلستودعني النساءلقد عشت سعيداً في هذه الباحةإلى درجة لا تتصورونهافيا جيرانيأتمنى لكم , من بعديطول البقاء1963*”
“لا أفعل شيئاً سوى كتابة نصائح الآخرينأكتبها على أوراق صغيرة وأضعها في الجارور المعتمبعد فترة طويلة أو قصيرة أعود إلى هذه النصائحولا أتفاجأ حين أجدها لا تشبه تلك التي قُدّمت إليَّلهذا أكتبهاتلك النصائحوأتركها هناك تتغيّر من تلقاء نفسها.”
“رأيتك يوماً في منامي، رأيتنا نحقق حلماً كبيراً، نحطيّر أسرابا من الحمام لأعلى فوق مروج لا نهاية لها من الأخضر اليانع.رأيت أسراباً من الحمام تحمل آشعة النور في مناقيرها الصغيرة، وتمدّها كأسلاك كهربية تضيء السماء بين بلادنا.. من يومها تحوّلت داخلي من صديق إلى شيء أكبر لا أعرفه، ومن يومها والأحلام تلد.”
“لا أحب مغادرة شيءمثلاًحين أترك بيتاً كنت أستأجره أتألمحين أتخلى عن كنبةٍ قديمةأو حذاء كنت أنزّهه بعناية تماماً كقدميّالعادات السيئة أيضاً أفارقها بندمالأمراض التي تزول لكنّها تخلّف ألمها الدائموهذه الكسور القديمة تحت الجلدالجروح الموزّعة في الوجه والرأس واليدين والرجلينأشتاق إلى أوجاعها المعطّلةالأشياء كلها أعيشها مستعادةكأن حياتي ليست أكثر من وجهملصق بإحكام على نافذة قطار.”
“لا شيء يضاهي ذلك الشعور ، عندما يكون الله أقرب إليك من كل شيء في هذه الحياة !”
“الآلام أنواع : فهناك آلام تخفض قيمتنا أو تنقص قدرنا ، كالجوع مثلا ؛ فالناس تحب أن تصدقنا في ما يتعلق بهذا النوع من الآلام ، ليجعلوا من أنفسهم محسنين إلينا بعد ذلك. أما إذا كان الألم أرفع من هذا درجة أو درجتين ، إذا كان ألما نحتمله في النضال من اجل فكرة مثلا ، فإن الناس يرفضون أن يصدقوه، باستثناء قلة قليلة. وهم لا يصدقونه لأنهم حين نظروا إلى صاحبه رأوا أن رأسه ليس ذلك الرأس الذي لابد أن يكون في نظرهم رأس من يتألم في سبيل قضية رفيعة تلك الرفعة كلها. وهم عندئذ يأبون أن يتعاطفوا معه أي تعاطف؛ دون أن يكون في موقفهم هذا شيء من روح الشر على كل حال”
“هل يمكن يا حبيبتي أن يقتلني هؤلاء العرب إذا عرفوا في يوم من الأيام أنني لا أحب إلا الشعر و الموسيقى ، و لا أتأمل إلا القمر و الغيوم الهاربة في كل اتجاه .أو أنني كلما استمعت إلى السيمفونية التاسعة لبتهوفن أخرج حافيا إلى الطرقات و أعانق المارة و دموع الفرح تفيض من عيني.أو أنني كلما قرأت " المركب السكران" لرامبو ، اندفع لألقي بكل ما على مائدتي من طعام ، و ما في خزانتي من ثياب ، و ما في جيوبي من نقود و أوراق ثبوتية من النافذة .نعم فكل شيء ممكن و محتمل و متوقع من المحيط إلى الخليج”