“وكان شديد الوعي بنقائص زملائه، ولكنه لم يكن يجد بديلاً سوى السكون والإستسلام، فكان عليه أن يحارب ، مع جند فاسدين ، عدواً فائق القوة .. لأن البديل كان موتاً.”
“كان بإستطاعتي أن أعدها بالحماية وبالأمل وبالسعادة، وراودتني نفسي لكني منعتها. تعلمت الدرس. قلت لك إن أسوأ شيء أن يكون المرء جبانا ويدّعي الرجولة. كن جبانا إن لم يكن هناك بد، لكن لا تضلّل من تحب فتجرحه مرتين”
“شعر بالحسرة على ضياع هذه الساعات هباء في حين لن يجد الوقت بعد ذلك لإنهاء ما يجب عليه فعله، لم لَم يخترع أحد أداة لتحميل الوقت الزائد - مثل هذه الساعات الثلاثة - ثم تنزيلهم بعد ذلك حين يحتاج المرء الوقت ولا يجده.؟!”
“هناك قواعد لكل لعبة، وإذا كنت تريد كسر القواعد فيجب أن يكون لديك القدرة على الدفاع عن القواعد التي تريد أن ترسيها أنت. إن لم تكن لديك تلك القوة، فعليك الإلتزام بالقواعد التي لا تهدد بقاءك في اللعبة”
“سألتني أمي لماذا أندفع خلف كلام الكتب والأفكار المجردة. كنا نشتري لك الكتب كي يتفتح عقلك وتتفوق في دراستك وتتقدم في حياتك، كنا نحب أن نراك الأول على مدرستك وأن نسمع المدرسين يمتدحون نبوغك، كنا نباهي بك الجيران. هل كنا نغزل كفنك بأيدينا؟ كان أبوك يشتري لك كتب التاريخ وسير الأنبياء والصحابة ليحسن من خلقك ويغرس فيك الرجولة والمثل العليا. لم يكن قصدنا يا بني أن تتقمص أحد هذه الأدوار ولا أن تتبع هذه المثل إلى النهاية، هذه مثل يا بني نحاول قدر استطاعتنا أن نحيا بها، ولكن الحياة عمرها ما كانت تطبيقا للمثل، الحياة لها ضغوطها وكل إنسان له ظروف عليه أن يكيف أولوياته وسلوكه تبعا لها.”
“هناك أعوام تمر فى حياتك دون أن يحدث فيها شىء سوى أن تمر”
“أعتقد أن قبولى هذه الوظيفة لم يكن فقط لهذه الأسباب، بل لأنى خفت. خفت أن أخرج من القصر الرئاسى إلى عالم لا أعرفه. صحيح أن الثورة فتحت لى آفاقا كنت أجهل وجودها، وجعلتنى أكتشف مِصر أخرى غير تلك التى عرفتها من قبل. وصحيح أن ذلك فتح فى حياتى أبوابا لبهجة جديدة علىّ، وصرت أرى حياتى القديمة ضيقة ومحدودة وأتعجّب كيف قضيت أربعين عاما فى هذا الإطار الخانق. لكن حين جاءت لحظة الاختيار بين أمان ما أعرفه واعتدته، والمجهول، خفت الخروج من المكان الوحيد الذى أعرف فيه الأمان، خفت أن أضيع إن تركت العالم الوحيد الذى لى فيه قيمة وأصبح عالة على أصدقائى أو حماى. بالمقارنة مع هذا الضياع المحتمَل، كان المقدم المنيسى يعرض علىّ الجلوس بجوار العرش، وربما القدرة على التأثير فى قراراته. ومن ثَمَّ قبِلت.”