“التعاليم المدنية تزحف من كل فج، وتقتحم طريقها إلى النفوس من مسارب لا حصر لها.وإذا لم نحسن البناء الداخلى للنفوس ورفع الإيمان على دعائمه الفكرية والعاطفية كلها، فإن الأجيال الناشئة لن تنجو من آثار هذا الزحف، وربما شعرت بنقص فى كيانها الروحى تسعى كى تستكمله من جهات أخرى، وهذا باب لو انفتح هبت منه شرور جائحة.”
“ ... اخطبوط عملاق، يعيش في الاعماق السحيقة للمحيط. لديه تلك القدرة المنيعة على الحياة، وحزمة متماوجة من الأرجل الطويلة. يتجه من مكان ما إلى آخر، منتقلا داخل ظلمة المحيط... يتخذ ضروب شتى من الأشكال – أحيانا يكون الدولة، وفي أخرى القانون، وقد يأخذ أيضا أشكالا أصعب وأخطر من ذلك. ربما تكون قادرا على قص أرجله، ولكنها تواصل نموها مرة أخرى. لن يستطيع أيا من كان قتله. إنه شديد البأس، يعيش بموقع غائر جدا أسفل المحيط. ولا يوجد من يعلم مكان قلبه.... انتابني شعور عميق بالرعب، وفقدان الأمل، شعرت أني لن اتمكن الفكاك من هذا الشيء إطلاقا، مهما ابتعدت. وهذا المخلوق، هذا الشيء، لا يعط ادنى بال لأنني أنا، أو إنك أنت. في حضوره، تضيع كل أسماء البشر، ووجوههم. يتحول جميعنا إلى علامات، إلى أرقام من رواية after dark”
“هذا هو قانون العمل و الجزاء.. لا جحود و لا كفران للعمل الصالح متى قام على قاعدة الإيمان.. و هو مكتوب عند الله لا يضيع منه شيء و لا يغيب.و لا بد من الإيمان لتكون للعمل الصالح قيمته، بل ليثبت للعمل الصالح وجوده. و لا بد من العمل الصالح لتكون للإيمان ثمرته، بل لتثبت للإيمان حقيقته.إن الإيمان هو قاعدة الحياة، لأنه الصلة الحقيقية بين الإنسان و هذا الوجود، و الرابطة التي تشد الوجود بما فيه و من فيه إلى خالقه الواحد، و ترده إلى الناموس الواحد الذي ارتضاه، و لا بد من القاعدة ليقوم البناء. و العمل الصالح هو هذا البناء. فهو منهار من أساسه ما لم يقم على قاعدته.و العمل الصالح هو ثمرة الإيمان التي تثبت وجوده و حيويته في الضمير. و الإسلام بالذات عقيدة متحركة متى تم وجودها في الضمير تحولت إلى عمل صالح هو الصورة الظاهرة للإيمان المضمر.. و الثمرة اليانعة للجذور الممتدة في الأعماق.و من ثم يقرن القرآن دائماً بين الإيمان و العمل الصالح كلما ذكر العمل و الجزاء. فلا جزاء على إيمان عاطل خامد لا يعمل و لا يثمر. و لا على عمل منقطع لا يقوم على الإيمان.”
“مجتمعات القمع، القامعة والمقموعة، تولّد في نفس كل فرد من أفرادها دكتاتورا، ومن ثمّ فإن كل فرد فيها ومهما شكا من الاضطهاد يكون مهيئاً سلفاً لأن يمارس هذا القمع ذاته الذي يشكو منه، وربما ماهو أقسى وأكثر عنفاً على كل من يقع تحت سطوته.”
“أنا أتأرجح حول نفسى فى هذا الانتقال الدائم من المخادعة إلى الرخاوة إلى الاستناد على آخر يحتويك وينقذك من كل هذا العفن ويأخذك فى سفر لا ينتهى إلى مفازات - متاهات الوحدة ... إلى الوحدة... إلى الوحدة.”
“كلما انخفض المستوى التعليمي لدى الشخص فإن إقباله على الإستهلاك يصبح أشد، وربما كان ذلك من باب التعويض عن الجدب الروحي والفكري الذي يعاني منه.”