“شرح لي أبي نظريته في القاهرة التي أماها "نظرية الجمل". قال إنه يمكنك أن تفعل أي شيء تريده في القاهرة ولن يوقفك أحد، لا توجد هنا تلك اللائحة الطويلة من التعليمات واللوائح والقوانين المقيدة لسلوك البشر مثلما هو الحال في باريس، الناس في الغرب أصبحوا كأنهم نيترونات أو كواكب صغيرة يدورون في أفلاك لا يمكنهم الفكاك منها، في نيويورك أو واشنطن مثلا لو تركت سيارتك في مكان غير مخصص لك لأخذها البوليس في أقل من نصف ساعة أو أوقع عليك غرامة باهظة وربما يتطور الأمر إلى قضية في المحكمة ولو رفضت الدفع لحكم عليك بالسجن ويمكن فعلا أن تذهب إلى للسجن بسبب هذا! في القاهرة لو اشتريت جملا وركبته وأوقفته أمام بيتك لما عارضك أحد، أقصى ما يمكن أن يحدث أن يأتي إليك شرطي المرور ويقول لك بأدب شديد: "من فضلك طلع الجمل قدام شويه علشان الطريق!”
“شرح لي أبي نظريته في القاهرة التي أسماها "نظرية الجمل". قال إنه يمكنك أن تفعل أي شيء تريده في القاهرة، ولن يوقفك أحد. لا توجد هنا تلك اللائحة الطويلة من التعليمات واللوائح والقوانين المقيدة لسلوك البشر مثلما هو الحال في باريس. الناس في الغرب أصبحوا كأنهم نيترونات أو كواكب صغيرة يدورون في أفلاك لا يمكنهم الفكاك منها. في نيويورك أو واشنطن مثلا لو تركت سيارتك في مكان غير مخصص لك لأخذها البوليس في أقل من نصف ساعة، أو أوقع عليك غرامة باهظة. وربما يتطور الأمر إلى قضية في المحكمة. ولو رفضت الدفع لحكم عليك بالسجن. ويمكن فعلا أن تذهب إلى للسجن بسبب هذا! في القاهرة لو اشتريت جملا وركبته، وأوقفته أمام بيتك لما عارضك أحد. أقصى ما يمكن أن يحدث أن يأتي إليك شرطي المرور ويقول لك بأدب شديد: "من فضلك طلع الجمل قدام شويه علشان الطريق!”
“انقذوا مصر من القاهرة, و القاهرة من نفسها!......كل طوبة توضع في القاهرة, هي جريمة في حق مصر كلها, و أولها القاهرة نفسها.كل كوبري يُبني داخل القاهرة, هو كوبري مسروق من مدينة أو قناة أو منطقة أخري في مصر.”
“الموت! إنه الاختيار الحقيقي الباقي لنا جميعاً،أنت لا تستطيع أن تختار الحياة لأنها معطاة لك أصلاً..والمعطى لا اختيار فيه ..اختيار الموت هو الاختيار الحقيقي، أن تختاره في الوقت المناسب قبل أن يُفرض عليك في الوقت غير المناسب.. قبل أن تُدفع إليه بسبب من الأسباب التي لا تستطيع أن تختارها كالمرض أو الهزيمة أو الخوف أو الفقر، إنه المكان الوحيد الباقي للحرية الوحيدة والأخيرة والحقيقية!”
“فماذا يمكن أن يحدث لنا؟ تنقلب المركب فيأكلنا السمك؟ أكلناه كثيرا فلماذا لا يأكلنا مرة من نِفسه؟ وماذا لو تحولتُ من آكل للبروتين إلى جزيء بروتين في خلية سمكة؟ ما الفرق فيالنهاية بين أن أعيش في خلية أو في الغلاف الجوي لكوكب؟”
“تحتاج الروح إلى زاد مستمر، و لكن من العبث أن يبحث الإنسان عن الزاد في عالم الحواس، لأنه لا يستطيع أن يجده في مكان آخر غير القلب، أما في مكان خاف أو في عالم آخر لا تبلغه عيون البشر الفانين و آذانهم.”