“أرسل اليها من بلده الصحراوي بطاقة بريدية كتب فيها بيتاً جميلاً لشاعر عذري قديم من أجدادنا يقول فيه :"إذا طَلَعَتْ شمسُ النهارِ فإنَّها ...أمَارَة تسْلِيمي عليكمْ فسَلّمُوا"وأضاف قائلاً في بطاقته :أرايت رقة هؤلاء القوم الذين يصفهمبعضهم بالجلافة؟ فإذا بصرت بشعاع ينفذ من ضباب باريسفإنه أمارة تسليمي عليك ,فسلّمي !”
“إن أمتع ما في لعبة الحياة هذه .. أنه ثمة لحظات في غاية الغرابة تمر عليك أحياناً ؛ يتملكك فيها هاجس أغرب .. هاجس يُطمئنك أن كل هؤلاء من حولك ليسوا كائنات من كواكب أخرى تترقب لاصطيادك ، وليسوا ممثلين يؤدون أدوارهم بحرص كجزء من مؤامرة ضخمة عليك ، وأنهم مجموعة من البشر العاديين جداً الذين تسكنهم الهواجس – أيضاً – بشأن من حولهم !”
“إلى الفتية الذين كنت ألمحهم بعين الخيال قادمين؛ فوجدتهم في واقع الحياة قائمين.. يجاهدون في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم، مؤمنين في قرارة نفوسهم أن العزة لله و لرسوله و للمؤمنين.إلى هؤلاء الفتية الذيت كانوا في خيالي أمنية و حلما، فإذا هم حقيقة و واقع، حقيقة أعظم من الخيال، و اقع أكبر من الآمال.إلى هؤلاء الفتية الذين انبثقوا من ضمير الغيب كما تنبثق الحياة من ضمير العدم، و كما ينبثق النور من خلال الظلمات.إلى هؤلاء الفتية الذين يجاهدون باسم الله. في سبيل الله. على بركة الله. أهدي هذا الكتاب.”
“الحوار مقتضب جدا .. هؤلاء القوم فرغوا من الكلام من زمن وقالوا كل ما يمكن قوله.”
“هناك شعراء إذا قرأت لهم قصيدة فكأنك قرأت كل ما نظموه وما سينظمونه ، هؤلاء هم شعراء الزحافات والعلل .ومن يطلب في نظمهم شعرا كمن يبتغي عسلا من البصل .ومنهم من تطالع لهم دواوين بأكملها فلا يستوقفك فيها سوى قصيدة أو قصيدتين أو بضعة أبيات مبعثرة هنا وهناك تبين رتقا جديدة على أثواب بالية .هؤلاء هم شعراء المصادفات . والشعر فيما ينظمون كقبضة من تبر في ربوة تراب .غير أن من الشعراء من لا تقرأ لهم مطلعا حتى يستهويك ويستغويك فتراك في لحظة ، وعن غير قصد منك ، متنقلا من بيت إلى بيت ومن قصيدة إلى قصيدة ، كأنك قد دخلت قصرا سحريا كل مقصورة فيه قصر مستقل بذاته ، وكل باب يؤدي بك إلى باب . هؤلاء هم الشعراء الذين في شعرهم مدى ”
“في الطبيب يشفي من الداء، فإذا أدركه الفناء، بار فيه الدواء، وعجز في علاجه الأطباء، في المريض ييأس من العافية، وتحار فيه الأدوية الظاهرة والخافية، ثم تدركه من الله عناية شافيه، ورحمة كافية.”