“كانت تنهشهما الحيرة في هذه الليلة اللانهائية، وهما دروغو وترونك مستندان الى الحاجز وقد سمّرا أعينهما نحو العمق، هناك حيث يبدأ سهل التتار، على حين بدت البقعة الغامضة ثابتة في مكانها كأنها تغفو مضطجعة، ثم رويداً رويداً أخذ يتملك دروغو شعور أن هذا مجرد لا شيء. إنه مجرد جلمود يشبه راهبة، وأن عينيه مخدوعتان، إنه مجرد تعب، وهمٌ أخرق. ها هي ذي ظلال مرارة كثيفة تلامسه. بالضبط كما يحدث عندما تمرّ بنا ساعات القدر دون أن تمسنا، ومن ثم يضيع صخبها بعيداً عنّا، على حين نبقى نحن وحيدين، تائهين في لجة بعض الأوراق اليابسة، نجتر حسرة تلك الفرصة الضائعة”