“ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﺫﺭ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳُﺜﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻼ ﻳﺬﻛﺮ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ٬ ﻭﻻ ﻳﺠﻨﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻰ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﺍﻟﺤﺎﻣﺪ ﻭﻃﻰ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﺐ. ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺡ ﺟﺪﻳﺮﺍ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎء ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻰ ﺇﻃﺮﺍﺋﻪ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻟﻤﺎﺩﺣﻴﻪ : ”ﻻ ﺗﻄﺮﻭﻧﻰ ﻛﻤﺎ ﺃﻃﺮﺕ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ! ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪ . ﻓﻘﻮﻟﻮﺍ: ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ” . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻤﺪﺍﺋﺢ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻳﺘﻤﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﻭﻳﺼﻮﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻄﻮﻟﺔ٬ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﺍﻟﺨﻄﺐ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﺔ٬ ﻓﻴﻜﻴﻞ ﺍﻟﺜﻨﺎء ﺟﺰﺍﻓﺎ ﻭﻳﻬﺮﻑ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ٬ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮﻳﻦ٬ ﻭﻭﺻﻒ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎء ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﻳﻦ٬ ﺍﺑﺘﻐﺎء ﻋﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻء ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﺫﻧﺎﺏ ﺍﻟﻜﺬﺑﺔ٬ ﺃﻭﺻﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺑﻤﻄﺎﺭﺩﺗﻬﻢ٬ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺟﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺗﺰﻭﻳﺮﻫﻢ٬ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﻋﻔﺮﻫﺎ ﺍﻟﺨﺰﻯ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ. ﻋﻦ ﺃﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ”ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻧﺤﺜﻮﺍ ﻓﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺣﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ”. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺷﺮﺍﺡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ٬ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺣﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﻫﻨﺎ ”ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﺩﺓ٬ ﻳﺴﺘﺄﻛﻠﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺡ٬ ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ـ ﺗﺮﻏﻴﺒﺎ ﻓﻰ ﺃﻣﺜﺎﻟﻪ٬ ﻭﺗﺤﺮﻳﻀﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍء ﺑﻪ ـ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻤﺪﺍﺡ.”ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ٬ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻖ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ٬ ﻭﻳﻨﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻣﻤﺪﻭﺣﻪ٬ ﻓﻼﻳُﺰﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎء٬ ﻗﺪ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ. ﻓـ ﻋﻦ ﺃﺑﻰ ﺑﻜﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﺃﺛﻨﻰ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ٬ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ”ﻭﻳﺤﻚ ﻗﻄﻌﺖ ﻋﻨﻖ ﺻﺎﺣﺒﻚ ـ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺛﻼﺛﺎ ـ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺩﺣﺎ ﺃﺧﺎﻩ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻓﻠﻴﻘﻞ: ﺃﺣﺴﺐ ﻓﻼﻧﺎ ـ ﻭﺍﷲ ﺣﺴﻴﺒﻪ ﻭﻻ ﻳُﺰﻛﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺃﺣﺪٌ ـ ﺃﺣﺴﺐ ﻓﻼﻧﺎ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ٬ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ ”