“ولربما تظاهر ضباط المخابرات باللين لأبعد الحدود، حين يقومون باستدعاء المعتقل، ويجلسون معه، ويبادلونه أطراف الحديث، ويقدمون له بعض المأكولات الشهية، وربما سمحوا لأقاربه بزيارته، ويمنونه بالأماني العِذاب (كالإفراج)، ويظهرون اهتماما بمشاكله الخاصة داخل وخارج السجن، ويؤثر هذا الأسلوب على بعض الناس، فالمعاملة اللينة من ضباط المخابرات مع المعتقل الذي أنهك جسميا ونفسيا من التعذيب، تؤدي لانهيار الحاجز النفسي بين السجين وخصمه، فينطلق المعتقل بالكلام دون أي ضابط، فيبوح بما لديه من معلومات مشكلاً بذلك ظروفاً معقدة جديدة، وسلبيات لانهاية لها مع الناس والأحداث...والتحقيق.”
“يتحدث الناس بصراحة اكبر مع الطبيب النفسي اكثر من الحديث مع قسيس..لان الطبيب لا يهددهم بالجحيم.”
“وإذا وقع المعتقل أثناء التحقيق في أية هفوة أو زلة تتعلق بأحد المعتقلين/فعليه رد الأمور إلى نفسه أو إلى أشخاص آخرين يصعب على المخابرات الوصول إليهم، كالمسافرين خارج البلاد/مع إبلاغهم بعد ذلك، إذا أمكن،لاتخاذ الحيطة والحذر.”
“داخل المعتقل أنا أنزفويا خارجه لا تحسب أنك إنسان”
“الحَديثُ بِالقَلــم مع الاوراق اسهل بكثير من الحديث مع بعض البشر بالكلِمــــات”
“غادرت المعتقل بعد عدة شهور من موت الزعيم, وبعد أن سمعت قائد المعتقل يسب الزعيم ويصفه بوضاعة الأصل وأنه ضيع الوطن وسرق الثورة من السلطان العظيم أنور السادات القائد الحقيقي للثورة المباركة, ولكن الله يمهل ولا يهمل !وتسير الأمور بنا وبالناس من المجهول إلى المجهول, ورحى الإسلام دائرة وافترق الكتاب والسلطان, والعاقل من دار مع الكتاب حيث دار، والدنيا سوق كبير ينفض بالموت، والربح والخسارة لا رجعة فيهما بعده ولا فوت, والحمد لله من قبل ومن بعد.”