“نحنُ نريد أن نرى الآخر على ماهو عليه تماماً من غير انبهار بما لديه ومن غير التقليل منه لأن ذلك يساعدنا على أن نرى أنفسنا بصُورة أفضل”
“من غير الصحيح أن يقول كل من لا يرتضي سياسة معينة ماشاء، وأن يفعل مايشاء، كما أن من غير الصحيح أيضًا أن تكمم الأفواه، ويتحول الناس إلى قطيع؛ لهذا فإن المعارضة السياسية تفتقر -في غالب الأحيان- الى الإتزان والوسطية.”
“كنا في الماضي نفهم الحصانة الفكرية على أنها المحافظة على مالدينا، وإغلاق كل المنافذ والأبواب التي قد يدخل منها ما يخالف أو يعكّر ما نعتقد أنه أثمن شيء لدينا، وهو مبادئنا وأصولنا. وهذا في أساسه ليس خطأ. لكن كثيرًا ما كنا نتوسع في هذا الشأن حتى طال الحجز والمنع النقد للفرعيات والخلافيات والسياسات والاجتهادات، وصار هناك في الساحة الإسلامية نوع من المزايدة في هذا الشأن. فكلما مال المرء إلى التشدد مع المخالفين دلَّ ذلك على غيرته وصلابة دينه، وزاد -مع ذلك- الوثوق به والرجوع إليه. إن الثوابت يجب أن تظل مصونة وواضحة، ويجب أن نتخذ منها محاور للتربية الاجتماعية. أما ماهو من قبيل الاجتهاد، وماهو من قبيل الخبرة البشرية في تنظيم الحياة وإدارة المشكلات، وماهو من قبيل الأساليب والأدوات، فينبغي أن تتعرض (باستمرار) للنقد والمراجعة والغربلة؛ وإلا وجدنا أنفسنا ندفع نحو الهامش باستمرار.”
“إننا -كما أخبر سبحانه- لا نعرف إلا القليل، وكثير من معارفنا هش وغير مكتمل، ومنفتح على افاق مجهولة، مما يعني أن علينا أن نحذر أشد الحذر من الاعتزاز باجتهاداتنا الشخصية، ومن المغالاة في انتماءاتنا الحزبية والحركية.”
“إن المبدأ أشبه شيء بـ (النظارة) إذا وضعناها على أعيننا، فإن كل شيء يتلون بلونها، فصاحب المبدأ له طريقته الخاصة في الرؤية والإدراك والتقويم.. إنه حين يرى الناس يتسابقون على الإستحواذ على منصب يستغرب من ذلك، ويترفّع؛ لأن مبدأه يقول له شيئاً آخر غير ماتقوله الغرائز للآخرين..وإذا رأى الناس يخبطون في المال الحرام تقززت نفسه؛ لأنه يعلم ضخامة العقوبة التي تنتظر أولئك.. وإذا أصيب بمصيبة فإنه يتجلد ويصبر؛ لأنه يرجو عليها المثوبة من الله؛ تعالى.”
“في حالات التقهقر والجمود الحضاري يكون الجميع في حاجة إلى التعلم، لكن يكون المعلم غير موجود أو يكون نصف جاهل، أو يكون الناس غير مدركين لما يمكن أن يفعله العلم في حياتهم، وهذا ما تعاني منه اليوم شعوب إسلامية كثيرة!”
“العرب يعلنون منذ عقود أنهم عاجزون عن تحرير أراضيهم من قبضة اليهود ، و ما ذلك إلا لأنهم لا يجدون أي سبب منطقي و أخلاقي للقول : "إننا لا نريد تحرير أراضينا" ، لكن الذي يريد شيئًا على نحو جازم يحشد له إمكاناته و طاقاته كما يفعل الطالب ليلة الامتحان ، و كما يفعل التاجر حين تلوح له فرصة ذهبية لعقد صفقة ممتازة ... و بما أن هذا لا يحدث ، فهذا يعني أن مشكلتنا مع اليهود هي في الأصل "مسألة إرادة و مسألة ترتيب أولويات" !!”