“العوامية، جميع سكان هذا البلدة من الشيعة، ورجالها مشهورون بقوة البأس والمواجهة مع العدو، وقد تفرد أهلها خلال التاريخ القريب بمقاومة طغيان الحكم السعودي”
“حاول الوهابيون الاوائل إلغاء الخصوصية المذهبية لسكان مناطق شرق الجزيرة العربية، ومنذ البداية لم يكن الوهابيون مقتنعين بأنه يمكن تغيير الخارطة المذهبية، لان الشيعة كانوا الاصعب دوماً، وعلى مر التاريخ، وثانياً لان الشيعة كانوا أشد المقاومين للإحتلال الوهابي-السعودي، وكما رأينا خلال استعراض الاحداث التي سبقت سقوط مناطق شرق الجزيرة العربية تحت قبضة الوهابيين. لهذا لم تكن للحكام الجدد واعوانهم القناعة ولا الاستعداد لتغيير آراء الناس بالاقتناع والارضاء والنقاش، وقد كان هذا دأبهم مع غير الشيعة أيضاً الذين عادةً ما يسارعون الى الرضوخ سياسياً ومذهبياً للمنتصر، ولكن لم يحدث هذا لشيعة شرق الجزيرة العربية وإن كانوا قد خضعوا الحين للمنتصر سياسياً فحسب. ”
“على صعيد ممارسة الشعائر المذهبية الشيعية.. ولا نقصد هنا أن لدى الشيعة شعائر خاصة بهم، ولكن ما نقصده بالتحديد ما تعارف الشيعة على إحياءه من ذكريات دينية إسلامية يمارسها عموم المسلمين، في الحجاز وفي خارج المملكة في الوقت الحالي. كالإحتفال بذكرى مولد الرسول، وذكرى هجرته، ووفاته، وكذلك اولاده ووفايات الأئمة الاثني عشر، وقد خصصوا للإمام الحسين سبط الرسول مناسبة عاشوراء، وهي ذكرى استشهاده التي اصبحت عنواناً لمظلومية الشيعة ودفاعهم عن العقيدة الاسلامية في قبال حكومات الجور والاستبداد.. وأسسوا امكنة سموها "حسينيات" يقيمون فيها هذه المناسبات الدينية. على هذا الصعيد، مُنع الشيعة من ممارسة هذه الشعائر، بإعتبارها كفراً وهرطقة، وبدعةً لا محل لها من الدين ولا أساس.. فكان أن منع المواطنون من إحياء هذه المناسبات التس كانت على مر السنين عنواناً للمذهب الشيعي.. وقد هدم الوهابيون المساجد والحسينيات التي اسموها "كنائس" لهذه الاسباب، ولكن المواطنين في حقبة العهد السعودي الاول إستطاعوا -رغم الحظر- أن يمارسوا شعائرهم بسرية تامة وفي المنازل، تماماً مثلما يفعل الحجازيون اليوم في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، ومجالس ذكر فضائل الرسول عليه افضل الصلاة والسلام. ومع كل هذا فشل الوهابيون في تأسيس جذور لهم بين الشيعة، وواجهوا صعوبة في نشر مذهبهم في شرقي الجزيرة العربية لسبب هام؛ هو ان معظم سكان مدنها ولا سيما القطيف كانوا من الشيعة. وقد كانت هذه نقطة ضعف بالنسبة للسيادة والتسلط الوهابي في الاحساء، وقد سببت لهم متاعب كثيرة. وكان الشيعة المنتشرون في ساحل الخليج وبعض مدنه -خاصة القطيف- بيئة من بيئات المعارضة. ”
“و نشير هنا الى حقيقة تجلت اكثر من مرة خلال هذا التاريخ . و هى ان اكثر ما اذى الاسلام فى الاندلس هو خلاف المسلمين بعضهم مع بعض فقد كان ذلك اشد وطأة من اى خطر اخر”
“العدو قد يواجهك من الخارج ,, وقد يكون قابعا في داخلك”
“أظنك تعلم جيدًا الإجابة عن هذا السؤال، فبخارى وغيرها من مدن الدولة قد سقطت منذ زمن بعيد، عندما سقط أهلها مع حكامها وكهنتها.”