“ إن عرقلة التنمية تنشأ لان المجتمع في مجمله ترك الدين كفطرة ينشأ عليها الانسان واعتبره أداة يستخدمها من أجل أهداف أيدولوجية يسعى لجعلها مهيمنة في كل مكان ويرى أن على كل شخص أن يدخل ضمنها.يكاد المجتمع أن يكون مقسوما إلى قسمين لبسا متساويين. نصف للمتزمتين وآخر لغير المتزمتين. وكأن الإسلام في حوزة فريق دون الآخر. ومعنى الالتزام- التقيد بمظهر معين يعطي إشارة إلى أن صاحبته التزمت بهذا المظهر في لباسها تحديدا, وقد يتبعه التزام في العبادات والمعاملات مع خلو المعنى عند الكثيرات ولا أقول الجميع من بعض القيم التي يفترض بالمسلم المثقف إدراكها ومنها على سبيل المثال إتقان العمل واحترام الآخر والحوار.”
“ إن أكبر مايعانيه المجتمع ومايجعله ثابتا لايجيد التقدم إلى الأمام خطوة واحدة هوأن الناس فيه يرون النسبي مطلقا والأحكام عندهم قطعية ونهائية وهذه الرؤية الضيقة والمتحجرة جعلت من الصعب على المجتمع أن يتخلى عن أفكاره حتى ولو بدا له وجود خلل في بعضها على الأقل.”
“ في لقاء مع أحد رحال الدين في التلفزيون أكد لإحدى السائلات التي اشتكت من بذاءة زوجها العصبي أن احتمالها له سبب في دخولها الجنة. أي أن رجل الدين بدلا من أن يؤكد للرجل أن الرسول أمر بالنساء خيرا وأن القران الكريم يلزمه بعشرتها بالمعروف وأن المودة والرحمة هب الأساس الذي يبني عليه بيت الزوجية سكت عن أفعال الرجل وانهال على المرأة يعلمها كيف تطرق أبواب الجنة بالصمت إزاء أذى زوجها لها.”
“ عندما يسمع البسطاء كلمة حرية يتبادر إلي أذهانهم أنها الانحلال والبعد عن القيم. مع أن المعنى الصريح للحرية هو الانعتاق من الاستعباد والذل.وعندما ترد كلمة المساواة يتساءلون عن الحمل والولادة الذي لايستطيع الرجل القيام به. وكأن المطلوب هو أن يصبح الرجل امرأة وتصبح المرأة رجلا غير مدركين أن المساواة لاتعني تغيير الفروقات البيولوجية بين المرأة والرجل ولاتعني إلغاء الجنس,فتميز المرأة بإمكانية تخلق الحياة في أحشائها يجعلها ذات بعد حياتي أعمق من الرجل ولوجودها قيمة أكبر من قيمته. إن المساواة تعني عدم سلب الحقوق وتعني إلغاء التمييز العنصري حسب الجنس وتعني إلغاء الاضطهاد والعنف وعدم تحجيم المرأة وحرمانها من حقوقها ومنعها من فرص العمل والحياة والمشاركة في البناء والانتاج, وتعني عدم منعها من رفع كفاءتها وثقتها بنفسها وقدراتها,وتفعيل مشاركتها لأداء الأدوار ذات القيمة في المجتمع. أي أن يكون الإنسان إنسانا..مسؤولا عن ذاته متحملا نتائج قراراته مادام بالغا عاقلا سواء كام ذكرا أو أنثى.”
“فإذا كانت المرأة بطبيعة تكوينها الذي خلقها الله به كما يزعم كثيرون أقل في قدراتها العقلية أو على أحسن تقدير تغلبها عواطفها في المواقف التي يجب أن يتصدر فيها العقل,فلماذا كلفها الله وحملها الأمانة كالرجل ولكاذا سيحاسبها تماما كما يحاسب الرجل؟ هل يرى كل هؤلاء بأن الدين الذي من عند الله قد كلفها فوق قدراتها عندما ساواها بالرجل في التكليف وحمل الأمانة؟”
“ النمص هو انتزاع الشعر والحديث لم يحدد أي شعر هو المقصود والمسلمة عليها أن تزيل شعر بعض المناطق في جسدها وبالتالي فليس من المعقول أن يطالبها بأمر ثم يلعنها إن فعلته. لم يتناول الناس ولا الخطباء حديث القزع الموجود في البخاري. الحديث... لكن الكثيرين يعمدون إليها دون تردد أو حتى علم بوجود النهي. ليس لمثل هذا الحديث أي أثر في الحياة العامة. ولم يركز المحدثون والخطباء على مثل هذا الأمر برغم انتشاره. لا شك لوأنه يتهى المرأة لما بقي في طيات الكتب ولتردد بين الناس وانتشر انتشار النار في الهشيم.”
“ وأرى أن هبوط الانسان إلى مستوى الغرائز وابتعاده عن إحكام العقل هو الذي جعل الرجل العربي بشكل عام يضع المرأة ضمن هذا التابو بحيث يصبح من الخطر الخوض في المسائل التي تتعلق بإنسانيتها.”