“وخلاصة القول: أنه لا يكاد يوجد رأي علمي جديد إلا وقامت عليه قائمة رجال الدين بحجة أنه يخالف الدين. والذي يعنونه أنه يخالف فهمهم الخاص للكون، الذي يبنونه على تفسيرهم الحرفي المتجمد لنصوص معينة في الكتب المقدسة. وهم يرفضون أن يغيروا فهمهم هذا ويستمرون في الرفض ما وسعهم؛ محاربين الفكر الجديد أقسى محاربة يستطيعونها، مرتكبين أشنع الجرائم في تكميم الأفواه وحرق الكتب وتحريم نشرها، وفي الطرد والإقالة والسجن والنفي وفي التعذيب الأليم والحرق والشنق والتصليب، ولا يكفون عن جرائمهم إلا بعد جهاد مرير واستشهاد كبير من أحرار الفكر.”

محمد النويهي

Explore This Quote Further

Quote by محمد النويهي: “وخلاصة القول: أنه لا يكاد يوجد رأي علمي جديد إلا… - Image 1

Similar quotes

“لا يكاد يوجد رأى علمى جديد إلا و قامت عليه قائمة رجال الدين بحجة أنه يخالف الدين ،،،”


“من هذا كله لا نجد سوى مغزى واحد نستطيع أن نخرج به وهو أننا يجب علينا أن نقاوم كل محاولة لكبت الرأي الجديد باسم الدين، ولابد أن نسمح لهذا الرأي بالنشر والإذاعة وبحق النقاش والجدل مهما بدا لنا مخالفاً لعقيدتنا الدينية. فمن يدري لعل معتقداتنا التي نظنها من الدين الصحيح هي التي تحتاج إلى تغيير، ولن يحق الحق ويزهق الباطل إلا بالدرس والنقاش والجدل.وكيف يتأتى لنا هذا إذا كنا سنكبت كل رأي جديد بحجة أنه مخالف للدين؟”


“ما فائدة العقل و ما لزومه إن كان رجال الدين يدّعون أن لكل سؤال جواباً قد نزل من السماء و لكل معضل حلاً جاهزاً قد تضمنته الكتب الدينية فليس علينا إلا أن نفتش فيها لنستخرجه من بطونها ؟!”


“والحق أن المتأمل في الحالة الراهنة للأمة الإسلامية يجدها عظيمة الشر. فهي من الجانب العملي قد اضطرتها الأحوال المتغيرة إلى أخذ قوانينها الأجنبية في شتى شؤونها المدنية والتجارية والجنائية، ولم تحاول في تقنين هذه القوانين أن تستمدها من المصادر الفقهية الإسلامية. بل إنها اضطرت إلى الخروج على كثير من الأحكام وتقييد عدد من الإباحات التي وضعتها مصادر التشريع السابقة. لكنها من الجانب النظري لا تزال تعتقد بلزوم تلك الأحكام والإباحات، لأن مفكريها لم يجرءوا بعد على المواجهة الجذرية التي شرحناها. فهي تحقد على الظروف الجديدة التي اضطرتها إلى وقف التشريعات القديمة وتحلم بالعودة إليها وإلى الأوضاع الماضية التي كانت تطبقها. وهي في معظم أقطارها- ما عدا أشدها اختلافا -لا توقع حد السرقة مثلاً، ولا تستبقي حق الاسترقاق. وفي بعض أقطارها قد قيدت حق الملكية، وفي بعضها قيدت حق الطلاق، وفي بعضها قيدت حق تعدد الزوجات أو ألغته إلغاء تاماً، لكنها في كل هذه الأقطار المختلفة لم تقتنع بعد بأن ما فعلته لا ينافي الدين، فهي معذبة حانقة، متناقضة متفسخة، يخالف واقعها مثالها ويعارض سلوكها عقيدتها، وما أشنعها من حالة تعيشها أمة من الأمم!”


“أغلب أفراد مجتمعنا يتخذون نظرة معينة من هذا التاريخ و التراث، نظرة تبالغ في التقديس الأبله و لا ترى إلا فضائل و محاسن و صفحات مشرقة بيضاء و أمجاداً غراء محجلة؛ فماذا يكون حين يرى بعض مفكرينا أن واجب الأمانة العلمية يضطرهم إلى الكشف عن جوانب النقص و العيوب و الجرائم و المخازى؟!”


“إن أنت قرأت فى تاريخ الجهاد الفكري و تدبرت سير الدعاة إلى الإصلاح أو الثورة فإنك واجد أن كل الداعين إلى رأى جديد أو مذهب جديد يخالف ما شاع فى مجتمعهم قد اتهموا بأنهم إنما جاؤوا ليفسدوا المجتمع الفاضل و يشيعوا التحلل الخلقي. تجد هذا فى التاريخ الغربي منطبقاً على كل مفكر واعٍ من سقراط إلى برنارد شو، و تجده فى تاريخنا الحديث منطبقاً على كبار مفكرينا و دعاة الإصلاح بيننا، مثل جمال الدين الأفغانى و محمد عبده و قاسم أمين و على عبد الرازق و سلامة موسي و طه حسين ،،،”