“نحن دائما ما نقرأ الأخبار بصيغة “هناك“، نسمع عن الرصاص والقتل والدم والقنابل كأنها فيلم، لا يدخل في إدراكنا أبداً كما يحدث في الواقع، لكن عندما حدث ذلك في الواقع وجدناه أكثر عمقا عما كنا نعتقد.”
“أخشي أن يكون ما أراه محض سراب . ولكني في الليل ! . أنّي لي بتهيؤات الشمس ! . إن الشمس هناك ، الحلم هناك ، الراحة هناك .. ككل أحلامي التي أعرف جيداً أنها هناك و أسعى للوصول إليها . لكن الطريق طويل ، متجدد ، لا نهائي”
“- ظبّاط الأفلام دائما يمتعون بأناقة ونظافة ومنظر حضاري جعل كل أب وأم يحلم أن يكون ابنهم ظابط . وجعلنا أيضا كمشاهدين نشجعه عندما يُلقي القبض علي المجرم الشرير القذر المتوحش . في الواقع أن المجرمين أصبحوا أكثر أناقة . المجرم / القاتل / النصاب .. الخ ، أصبح يرتدي أحدث ماركات عالمية ويضع جل في شعره ويرتدي نظارة شمس "police " زي تامر حسني . ويمسك أحدث موبايل بسمّاعة بلوتوث ويركب سيارة سوداء فخمة . كيف للضابط الذي يعمل معه عدة أمناء شرطة يحصلون علي مرتبات ضعيفة أن يقبض علي مجرم بهذه الموصفات ؟ الأمانة والضمير لا تقدّر بثمن ، لكن من حقهم تحسين أحوالهم المادية علي الأقل عشان يشوفوا شغلهم من غير تلاكيك ! .”
“يا من تقدسون رجال الدين . سيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم " عندما توفي لم ينتهي الدين الإسلامي . وآيات القرآن مليئة بمثل " أفلا تتدبرون ؟ ، أفلا تعقلون ؟ ". رجال الدين لهم كل الإحترام و"التقدير وليس التقديس " لحملهم الرسالة ، لكن دورهم – كما أراه – هو فقط توصيل الرسالة كما أنزلها الله . وليس ارتدائها كعباءة تُميّزهم عن سائر البشر . !. دورهم هو النهوض بالأمة وتنوير العقول بالعلم والإنشغال بالإصلاح بدلا من الخوض في قضايا فرعية . ويشاركوا في تطوير البلاد وإستغلال حب الناس لهم في دفع عجلة السير للأمام . لقد قامت الثورة من أجل ذلك .. أفلا تعقلون ؟”
“أتأرجح كثيراً بين المزاجات المتعددة ، إحداها جيّد والآخر سيء ، لكن النتائج دائما مفيدة في كل الحالات . كثير مثل هذه المواقف تحدث كل يوم بل كل لحظة . أحرص دائماً علي سماع صوتي الداخلي وتلبية رغباته بما يوافق أسلوبي وتفكيري ، حتى الأفكار المجنونة التي يراها أصدقائي أنها “هتوديني في داهية” أرى أن الداهية مكان نسمع عنه كثيراً لكننا لم نراه فعلياً ، لذا ما المانع إني أروح في داهية ؟ على الأقل سأذهب لمكان جديد – حتى ولو سيّء – فسوف أتعلم منه الكثير بالتأكيد ، وبالتدريج ستعرف أنه لا يوجد أماكن سيئة وأماكن جميلة ، كل الأماكن جميلة وهذه عبقرية من الخالق ، وربما أسوأ الأماكن يخرج منها أعظم الأفكار .”
“من الفوائد الثانوية للثورة أنها جعلتني أدقق النظر جيداً في ما أراه، الثورة ليست فقط ثورة على نظام الحكم، الثورة أيضا على كثير من الصور النمطية التي تبثها وسائل الإعلام، مثلا أصبحت أرى داخل الصورة ليس فقط سطحها، أشم رائحة الغاز في صور المتظاهرين، أشعر بألم شخص فقد عينه أو قدمه أو أصيب برصاص، كنت أخاف النظر إلى صور القتل والدم، صرت أدقق النظر بها كي أشعر بهول الحادث، عندما أرى مشاهد القتل الوحشية في فلسطين، التي تربينا عليها من خلال الشاشات التي تنقلها كمضمون إخباري لا إنساني، أعرف أن الصورة التي تساوي 1000 كلمة، تحمل في طياتها صورة أخرى تساوي مليون.”
“ماذا لو كنا جميعا مسلمين أو مسيحيين أو يهوديين أو بلا ديانة أصلا ؟!،تبادرت لذهني إجابة سريعة “كنا سنبحث عن فروق أخري للتمييز بين بعضنا البعض“كنا سنقول مثلا “البنت البيضاء اللي هناك دي“أو“الولد القصير اللي معانا في الكلية“أو“الرجل التخين اللي ماشي هناك ده“.فسألت نفسي سؤال آخر،ماذا لو خلقنا الله بنفس الشكل ونفس الهيئة ونفس اللون ونفس المواصفات،فنصير آلاف النسخ المكررة كالعرائس تماما؟.بالتأكيد حينها ستختفي مشكلة التمييز بين البشر.لكن ستختفي معها آدميتنا،واختلافنا..سيختفي أجمل ما فينا،ونصبح مجرد مسوخ لها نفس الشكل والهيئة والمواصفات والتكوين.”