“كنت أتساءل كلما رأيت الخريطة تحيط بأعناقهن عمّا إذا كانت المواطنة الكندية أو النرويجية أو الصينية تعّلق خريطة بلدها على نحرها كما تفعل نساؤنا!قلت مرّةً لصديق:-عندما تختفي فلسطين كسلسال على ثوب السهرة ، كحليةٍ او كذكرى او كمصحف ذهبي أي عندما نمشي بأحذيتنا على ترابها، و نمح غبارها عن ياقات قمصاننا و عن خطانا المستعجلة الى قضاء شؤوننا اليومية العابرة العادية و المضجرة عندما نتذمر من حرها و من بردها و من رتابة البقاء فيها طويلا عنئذ نكون قد اقتربنا منها حقا.”
“عندما تختفي فلسطين كسلسال على ثوب السهرة , كحلية , أو كذكرى أو كمصحف ذهبي , أي عندما نمشي بأحذيتنا على ترابها , و نمسح غبارها عن ياقات قمصاننا و عن خطانا المستعجلة إلى قضاء شؤوننا اليومية العابرة , العادية , المضجرة , عندما نتذمر من حرها و بردها و من رتابة البقاء فيها طويلا , عندئذ نكون قد اقتربنا منها حقا .هاهي الآن أمامك أيها المسافر إليها , أنظر جيدًا .”
“عندما مال رأسه إلى جانب و سقط عقب السيجارة من بين شفتيه و كف عن السعال، عندما لم يعد يتهمنى بالغباء و يسخر منى ...عندها عرفت أنه على الأرجح قد مات”
“هل نستطيع ان نشير بالاصبع الى محطات (حوادث) في حياتنا غيرت من نكون او عدلت في شخصيتنا او نقلتنا من مرحلة الى اخرى؟ عندما نجلس في نهاية حقبة و نحاول ان نتذكر و نتأمل و نحلل هل نصل الى خلاصات حقيقية ام ( نتوهم ) اننا وصلنا الى خلاصات؟ هل نعرف حياتنا ؟ المعرفة ممكنة؟ الحياة تمر بسرعة و الفهم يأتي على مهل. قبل ذلك، قبل التأمل، علينا ان نحكي بعض ما جرى”
“ترى لو شهدنا حوادث الحياة كلها دفعه واحدة , هل تصعب او تهون ؟ و هل يقع أثرها فى النفس فاجعا مرهقا او مضحكا سخيفا مغريا بالهزء و الابتسام ؟تشغلنا الحادثة اياما و شهورا فلا نفكر الا فيها و لا نحسب ان فى الدنيا امرا جديرا بالتفكير و الاهتمام غيرها , و لا نظن اننا نطيق العيش و نصبر على البقاء لو تحقق ما نحذره منها و لا نرضى من أحد أن يستخف بها و يستكثر ما نعيره اياها من الهم و القلق و الأهبة ثم تمضى الحادثة و تتبعها العاقبة بعد العاقبة فتصبح عندنا - نحن لا غيرنا - تسلية نرويها و نضحك منها و نتفرج بها كمان نتفرج برؤية المشاهد الفنية التى تقع لشخوص المسارح الخيالية !ترى لو رأينا الحادثة و عاقبتها أو الحوادث و عواقبها دفعة واحدة هل تكون كلها فاجعة كما نراها فى حياتنا ؟ أو تكون كلها خفيفة مسلية كمان نراها بعد فواتها ؟ و هل يكون اجتماع الحوادث بمثابة الفاجعة تضيفها الى الفاجعة فلا تقوى النفس على احتمالها ؟ أو تكون بمثابة الشىء يلغيه ما بعده فيطفىء بردها حرها و يذهب قيظها بشتائها !”
“قد نختلف الى حد تبادل اللكمات في تعريف الحضارة, و لكنني لن اتنازل اطلاقا عن الاعتقاد الغريب الذي صار يشبه الايمان عندي, وهو ان "الاعلانات المبوبة" في صحيفة من الصحف, هي "البارومتر" الذي يقيس عملية دخول شعب من الشعوب الى الحضارة , او خروجه منها, او برطعته فيها. و انت اذا امسكت اي جريدة او مجلة, و قرأت باب الاعلانات المبوبة , فلا شك انك تستطيع تكوين فكرة طيبة عمّا يحدث في البلد, و حركة المجتمع و الاقتصاد , و حتى - في الواقع- الرغبات”