“رأيت ذات يوم رجلا من العامة يستمع إلى خطيب و هو معجب به أشد الإعجاب. فسألته:"ماذا فهمت؟". أجابني و هو حانق:"و هل أستطيع أن أفهم ما يقوله هذا العالم العظيم؟".”
“إننا لا نتوقع تفكيراً مبدعاً من إنسان ينظر في الأمور نظره مطمئنه لا حيرة فيها, إذ هو ينظر في الأمور من ناحيه واحده, و هو واثق من صحة ما يرى, فليس لديه مشكله ذهنيه تقلقه.أما الحائر الذي تضطره الظروف إلى رؤية الأمور من نواح متضاده, فهو قلق ملتاث لا يدري أية ناحية منها صحيحه. و لابد له من أن يبحث عن حل يعالج به قلقه و التياثه, و ربما أدى به الحل إلى الإتيان بفكره جديده لا يعرفها الواثقون المطمئنون.”
“أبتلي الإنسان بهذه المشكلة ذات الحدين فأما طريقان متعاكسان و هو لا بد أن يسير في أحداهما طريق الطمأنينة و الركود أو طريق التطور و القلق .. و من المستحيل عليه أن يسير في الطريقين في آن واحد”
“إن الإنسان قد يطلب الحقيقه أحياناً و لكنه لا يستطيع أن يعثر عليها, و هو مضطر إذن أن يخلق بأوهامه حقيقه خاصه به تعينه على حل مشاكل الحياه”
“إن العدل لا يتأتى إلى إذا توازنت قوى الخصوم المتضادة. وكلما تعادلت هذه القوى كان هذا أدعى إلى العدل و أكثر قربا منه. ومعنى هذا أن العدل صيرورة إجتماعية أكثر مما هو فكرة مطلقة.”
“بلغ المسلمون في غفلتهم أنهم يحاولون التستر على بني أمية. فالشيعة يضعون اللوم على عمر و أهل السنة يضعونه على ابن سبأ. وهذا هو ما حاول بنو أمية أن يذيعوه بين الناس. فربحوا و خسر الإسلام”
“ببدو أن معاوية يريد أن تشيع الخصومة المصطنعة بين علي و الشيخين، ولا يبالي على من تقع الضربة. فهو تارة يزعم أن عليا خاصم الشيخين و حسدهما، و تارة أخرى يزعم أنهما أبغضاه و ابتزّاه حقه. ومهما يكن الحال فمعاوية هو الرابح، إذا يجد يجانبه الشيخين يحميانه. فسواء أكان الشيخان على حق أم باطل فهو يشتهي أن يكون من حزبهما. و كل فضيلة تنشر لهما هي فضيلة له بصورة غير مباشرة. إنها مكيدة بارعة من غير شك. ولا بد أن تنطلي على كثير من المسلمين عاجلا أو آجلاً”