“الحياة جميلة بكل ما تحتويه من تحديات وصعوبات وآلام وفقدان وأخبار يومية سيئة في كل ناحية من أنحاء العالم ولكن بموقف إنساني بسيط تشاهده بشكل عابر وأنت تتصفح مواقع التواصل الإجتماعي، ابتسامة طفل، مشاهدة قطة تعتني بابنائها الصغار، نسمة هواء في يوم ربيعي معتدل، كلمة شكر وعرفان تأتيك دون إنتظار، حلم عابر لشخص تحبه تلتقيا فيه عن غير موعد، إعداد طعامك المفضل وأنت تشاهد فيلم قديم تحبه.. أشياء بسيطة للغاية كافية أن تزيل عن كاهلك عناء يوم طويل وتعيد إقبالك على الحياة من جديد.”
“وضياء الفجر الذي يتسلل بريقه الي أرواحنا ليمسح عن كاهلنا عناء ليل طويل، ويزيدنا يقينا أن ليلا مظلما مهما طالت عتمته لا بد له من أفول، وأن قيود الروح مهما تثاقلت لا بد لها من زوال، وأن الكون بإشراقه يطل علينا كل يوم بأمل جديد.”
“الشخصيات المنظمة أو الملتزمة بأعمالها والمثالية بشكل مطلق دون أدنى تحرر من هذا الإلتزام أو نمطية الواجب والمفروض ولو لبعض الوقت فى رأيي شخصية تثير الملل التام .. فالطعام دون قليل من الملح لا يشتهيه أحد كذلك الحياة تحتاج إلى بعض من التناقض والعشوائية والخروج عن المألوف وتجربة الطباع المختلفة حتى لو كانت سلبية فالنظر فى نفس الإتجاه دائما لا يولد إلا شخصية أحادية الفكر محدودة الخيال غير قادرة على التعامل خارج نطاق المألوف .”
“وهكذا تبدو الحياة دائمًا، كلما ظننت أنك علي حافة الوصول تفاجئك أن الطريق لم يبدأ بعد وأن الأمور دومًا أعقد بكثير من حساباتك الساذجة، تسير مليًا من أجل الوصول لغايات تأملها وحين تصل تجد أنك فقدت أجزاء من روحك المبعثرة في معترك الحياة، يتجاسر قلبك وتعتقد للوهلة الأولى أنك تجاوزت حد الخوف وحد الألم فتتوالى عليك الحياة لتكتشف أنك ما زلت طفلًا يحبو في صحراء ممتدة لا نهاية لها، تنتظر الغد كثيرًا لتعوض به خيبات الأمس فتتذكر أنك لم تحسم أمر يومك بعد.”
“مع ذلك، ورغم ذلك، يظل وجودنا في هذه الحياة علي تكاثر ألامها وتضاؤل وابتعاد أصغر الأماني فيها..يظل جديرا ببعض الفرح.. علي الأقل فرح التنفس من هواء الصبح الطازج كل يوم من جديد”
“هل تعرف نظرات العبادة ؟! حين تري العين من تحبه ولا تراه في وقت واحد ؟! وهل سمعت أذنك ذات ليلة صوتا ثم فتشت عن مصدره فتحيرت وأنت سعيد حين أدركت أن أذنك سمعت قلبك ؟!”
“أو لست أنت أيضاً غريبة عن هذا العالم ؟ ألست بالحقيقة غريبة عن محيطك وعن كل ما في محيطك من الأغراض والمنازع والمآتي والمرامي ؟ أخبريني , أخبريني يا مي هل في هذا العالم كثيرون يفهمون لغة نفسك ؟ كم مرة يا ترى لقيتِ من يسمعك وأنت ساكتة ويفهمك وأنت ساكتة ويطوف معك في قدس أقداس الحياة وأنت جالسة قبالته في منزل بين المنازل ؟”