“رؤية المجتمع للنفس البشرية كانت رؤية مركبة تتجاوز الصور السطحية والتافهة التي تروج لها أجهزة الإعلام هذه الأيام”
“إن رؤية المجتمع للنفس البشرية كانت رؤية مركبة تتجاوز الصور السطحية والتافهة التي تروج لها أجهزة الأعلام هذه الأيام. وجوهر هذه الرؤية الإعلامية الاختزالية هو الاستقطاب الحاد بين نوعين من البشر، فالإنسان إما أن يكون محبا مخلصا، متفانيا في حبه، لا يفكر إلا في محبوبته (بعد أن أحبها من أول نظرة بطبيعة الحال)، ولا يشهد منزله، أي عش الزوجية السعيد، سوى شهور عسل متتالية، وإما أن يكون رجلا شريرا يخون زوجته وأفراد أسرته وأصدقاءه، ولا يشهد منزله سوى شهور بصل وخناقات متتالية!!”
“إذا كانت حركة تحرير المرأة تدور حول قضية تحقيق العدالة للمرأة داخل المجتمع، فإن حركة التمركز حول الأنثى تقف على النقيض من ذلك، فهمى تصدر عن مفهوم صراعي للعالم حيث تتمركز الأنثى على ذاتها ويتمركز الذكر هو الىخر على ذاته، ويصبح تاريخ الحضارة البشرية هو تاريخ الصراع بين الرجلة والمرأة وهيمنة الذكر على الأنثى ومحاولتها التحرر من هذه الهيمنة.”
“ على سيبل المثال مفهومنا للتقدم وللديمقراطية, بل ما صورة الإنسان العربي في المستقبل, وما رؤيتنا للتاريخ, كل هذه القضايا أٌسقطت من الحسبان وأصبحنا نتابع الأحداث اليومية دون رؤية كلية, إن الأحداث اليومية يضيع معانها الحقيقي بسبب هذا الإستغراق في البعد المباشر للحدث".”
“لقد قررت الإمبريالية النفسية توسيع رقعة السوق لا عن طريق الانتشار الأفقي في الخارج (الذي يتطلب القوة العسكرية) وإنما عن طريق الانتشار الرأسي داخل النفس البشرية ذاتها، التي تتحول إلي سوق دائم الاتساع تسيطر عليها هذه الإمبريالية وتوجهها وتطرح فيها كما كبيرا من السلع، ثم تلقي في روع الفرد (الذي يقف عاريا ضعيفا وحيدا أمام وسائل الإعلام، والذي يتم تنميطه حتى يدخل الآلة الاستهلاكية) أن هذه السلع لا تحقق “منفعته” وحسب بل و”سعادته” (أى لذته) أيضا”
“كانت تجربتي "الماركسية" القصيرة لها جوانبها السلبية والمظلمة، فاستخدام الصراع الطبقي أو وسائل الإنتاج كمعيار نهائي، والبحث الدائب عن العمال والفلاحين بحسبانهم قوى فاعلة ستغير التاريخ (خصوصا العمال بطبيعة الحال) قد جعلا رؤيتي للفكر والأدب رؤية اختزالية إلى أقصى حد، وفي هذا الإطار قرأت أعمال توفيق الحكيم وطه حسين وهيكل قراءة طبقية مبتسرة للغاية لم توفهم حقهم. بل وقرأت بعض عيون الأدب العالمي مستخدما نفس المعايير، وأعتقد أن هذا عاق تطوري الثقافي بعض الوقت”
“لماذا لا ننضج وننفض عن أنفسنا المؤشرات الاختزاليه, وننظر لواقعنا بعيون لا تغشيها غشاوات أجنبيه تعمينا عن رؤية الحقيقه الثريه المركبه بكل أبعادها الماديه وغير الماديه المتداخله؟”