“تنتظر على محطة القطار، وتركب فى الوقت نفسه قطارات تحملك شرقا وغربا والى الشمال والى الجنوب.تخلف أطفالا وتكبرهم وتتعلم وتنتقل الى الوظيفة، تعشق أو تدفن موتاك ، تعيد بناء بيت تهدم على رأسك ، أو تعمر بيتا جديدا تأخذك ألف تفصيلة وانت وهذا هو العجيب واقف على المحطة تنتظر.ماذا تنتظر؟”
“ليس هكذا الإنتظار فهو ملازم للحياة لا بديل لها تنتظر فى محطة القطار, وتركب فى الوقت نفسه قطارات تحملك شرقا وغربا و إلى الشمال والجنوب . تخلف أطفالا وتكبرهم تتعلم ونتقل إلى الوظيفة, تعشق او تدفن موتاك تعيد بناء بيتِ تهدم على رأسك او تعمر بيتا جديدا تأخذك الف تفصيلة وأنت وهذا هو العجيب واقف على المحطة تنتظر . ماذا تنتظر ؟”
“لأنني أعرف ان موتهم لا يعنيهم ولكن بيوتهم تعنيهم عندما تهدم بيتا فإنك تدفن أربعين أو خمسين شخصا لعدة أجيال”
“أنت تنتظر ساعة..، يوماًأو يومين ، شهراً او سنة أو ربما سنوات ..تقول طالت ..ولكنك تنتظر ..كم يمكن أن تنتظر؟ !”
“كأن الايام دهاليز شحيحه الضوء كابيه يقودك الواحد منها الى الاخر فتنقاد ، لا تنتظر شيئا ....تمضى وحيدا...وببطء ...يلازمك ذلك الفأر الذى يقرض خيوط عمرك ...تواصل لا فرح ، لا حزن ، لا سخط ؛ لا سكينه ، لا دهشه ، أو أنتباه ، ثم فجاءه و على غير توقع تبصر ضوءا ،، تكذبه ...ثم لا تكذب ، وقد خرجت الى المدى المفتوح ترى و جه ربك و الشمس و الهواء . من حولك الناس و الاصوات متداخله .... اليفه تتواصل بالكلام و الضحك ، ثم تتسائل هل كان حلما أو وهما ؟؟ ، أين ذهب رنين الاصوات و المدى المفتوح على أمل يتقد كقرص الشمس فى وضح النهار ؟؟؟......تتسائل و أنت تمضى فى دهليزك من جديد ”
“ذهب سعد وراح نعيم يتأمل ذلك الأمر العجيب بإغلاق الحمامات. أن يقاتلك عدوك مفهوم، ولكن ما الحكمة في إغلاق حمام أو إجبار الأهالي على التنصر؟ القشتاليون قوم غريبون مختالو العقول على ما يبدو، ولكن ما السبب في اختلال عقولهم؟ ألم تلدهم امهاتهم أطفال أصحاء عاديين مثل باقي الخلق؟ كيف تفسد عقولهم فيأتون بهذه الأفعال الغريبة؟ فكر نعيم في ذلك ولم يجد إجابة إجابة شافية. لعله البرد القارس في الشمال يجمد جزءا من رؤوسهم فلا يسري الدم فيه فيموت أو يفسد، أو ربما هو لحم الخنزير الذي يصرفون في أكله فيصيبهم بالخبل؟”
“يبدو الذهاب الى العمل أو الخروج من البيت مهمة مستحيلة. أتحاشى الخروج ما أمكن. أتحاشى الناس، وأشعر بالوحشة أننى بعيدة عنهم فى الوقت نفسه. لحظة استيقاظى من النوم هى الأصعب. حين أذهب الى العمل وأنهمك فيه، يتراجع الخوف كأنه كان وهماً أو كأن حالتى فى الصباح لم تكن سوى هواجس وخيالات”