“إن المجتمع المتمدن هو ، على النقيض من ذلك ، محتاج إلى جهود كل فرد ، ضعيفًا كان أم قويًا ، فكل فرد له مجاله الذي يستطيع أن ينتج فيه شيئًا ، واختصاصه الذي يبرع فيه .”
“من الخطأ أن تحكم على تيار بموقف فرد فيه ... أو تحكم على فرد بموقف التيار الذي ينتمي إليه في العموم”
“إن المجتمع المتمدن يستند في بناء حضارته المعقدة على تنوع الاختصاص وتقسيم العمل . وليس من المجدي في هذا المجتمع أن يحرض الآباء أبناءهم على تقليد الغير ، فكل طفل مهيأ لأن يختص في ناحية معينة من نواحي الحضارة وأن يساهم في إنتاج التراث الاجتماعي حسب مقدرته . ولذا كان من الواجب على الآباء أن يراقبوا أبناءهم بدقة أثناء نموهم حتى يكتشفوا المجال الذي يصلح لهم ويصلحون له فيساعدونهم فيه .”
“إننا نستطيع بغير تردد أن نفهم إن المجتمع الأمثل ليس هو المجتمع الذي تضطر فيه المرأة إلى الكدح لقوتها وقوت أطفالها، وليس هو المجتمع، وليس هو المجتمع الذي تعطل فيه أمومتها، وتنقطع لذاتها، وتنصرف إلى مطالبها وأهوائها ..وليس هو المجتمع الذي ينشأ فيه النسل بغير أمومة، وبغير أبوة، وبغير أسرة، كأنه محصول من محاصيل الزراعة التي تتولاها الدولة... عن الجماعة البشرية ..... المرأة في القرآن”
“ليس من صالح المجتمع أن يذيب أفراده في داخله وأن يحولهم إلى أصفار وإلى تشكيلات من النمل .. وإنما عليه أن يختفظ لكل فرد نطاقاً من الحرية يتنفس فيه وبهذا يكتسب مرونة وقوةوقدرة على البقاء .. ويصبح كالخزف الثمين الذي لا يقبل الكسر”
“الواقع والطرق العملية المباشرة؟!.. تلك بالضبط كل حياة الحيوان! .. الفاصل الوحيد بين الإنسان والحيوان هو الخيال. إن اليوم الذي يستطيع فيه الحيوان أن يحيا دقيقة واحدة، خارج الواقع والمادة ... اليوم الذي يلجأ فيه الحيوان إلى طرق معنوية غير مباشرة للوصول إلى غاياته... اليوم الذي يستطيع فيه الحيوان أن يمضي الليل يحلم في غابته المقمرة بدلا من مطاردة الفريسة ؛ هذا اليوم يكون آخر عهده بالحيوانية.. الحلم هو العالم العلوي الذي لا يدخله حيوان!... الخيال هو تاج السيادة والسمو الذي تميز به الإنسان!..”