“أنت مقهور في مرحلة القهر، ثم أنت مقهور في مرحلة شعار (قهر القهر) لأن المرحلة تحولت إلى قهر القهر بالقهر، وتنفيذ العملية بالقصر والعميان والأنذال، وتفتح عينيك لتجد أنك مازلت أنت المقهور في المحصلة النهائية، والقاهر هو الوجه العتيق القديم. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال:"لست أتخوف على أمتي من مؤمن أو مشرك، فأما المؤمن فيحجزه إيمانه، وأما المشرك فيقمعه كفره، ولكنّي أتخوف عليكم من منافق عالم اللسان يقول ما تحبون ويفعل ما تنكرون".”
“اكتشفت أخيرا اننى لا أريد أن أحقق شيئا بالذات. و انما كل ما أحققه سيكون بالصدفة. على الماشى. فى لحظة استراحة و أنا أتفرج. كل ما أريده من الحياة أن أتفرج عليها و أن أقارن بين ما أتخيله عنها و ما يبدو منها حقيقيا.”
“و أنا لا أريد أن أتهم أحدا بالتواني أو الخيانة أو أي شيئ و لكن : ببساطة هناك أناس لا يمكنهم القيام بالأدوار المعهودة اليهم لأنهم غير مؤهلين لها. و ليس الخطأ في انهم يسلكون ما يسلكون. و لكن الخطأ منا أن نتركهم يقولون في مجالات يستحيل عليهم -مهما جاهدوا و افتعلوا و نقلوا و غشوا - أن يتواءموا مع نسيجها. بيننا و بينهم اخدود كبير. كبير .”
“اننا جميعا نجلس على مقعد لا مسند له. لا مسند هناك تثق بالاتكاء عليه. كل الجدران ايلة للسقوط. و المشكلة ليست هذه الحقيقة : أكثر منها تلك المساند الوهمية : الكرتون نراها حولنا ترسم خداعا ان كل شئ على ما يرام. هذه الجملة "كل شئ على ما يرام" أكثر ما يغيظنى فى هذا العالم.”
“آدم الذى لم يكف عن الافتخار كلما اشتد ساعده و رأى امتداد نفسه على بسطة الأرض. و لم يكف عن تأنيب حواء و جذب شعرها كلما تعب من عبء رجولته : فلو لم تكن حواء لما كان آدم رجلا ، لظل هانئا بلا عبء لا عليه الا ان يتحرك هيكلا من الطين فى جنة يحتقر نزلاؤها الطين. و ما درى.”
“عيونهم : العيون الكبيرة السوداء اللامعة. و الوجه النحيل : يميل للشحوب و به بقع بيضاء علي الخد أو الجبهة. الوجه المتسائل الفضولي الطيب المغلف بالهم ، المبتهج لأقل حد أدني تحقق له من ضروريات الحياة. الأطفال. الأطفال : أكاد أسميهم واحدا واحدا بالاسم دون أن أري صورة واحد منهم. لكنني أعرفهم جميعا : حلوين و لهم أنف لا يجففه منديل أبدا .”
“أين الشعب الأمريكى؟أين هو و حكومته تروح و تجئ فى العالم على هواها تقتل من تشاء و تعتدى على من تشاء متباهية بغشامة قوتها دون خجل أو مداراة. اننى لا أستطيع أن أعفى الشعب الأمريكى من مسئولية تغاضيه عن واقع سياسة بلاده المدمرة. أنا أؤمن ان فى مقدرة كل شعب -اذا أراد- أن يوقف المجازر التى ترتكبها حكزمته باسمه ، خاصة اذا كان شعبا يدعى انه يعيش فى بحبوحة نظام ديمقراطى حر.”